إنَّ نصرنا الذي ننشده ليس بكسب المساحاتِ الجغرافية وامتلاكِ الأسلحة وقد أثبتتِ السنوات الماضية ذلك، ولكن ما يجب علينا فعله هو أن ندركَ وضعنا الحالي وعلاقتنا بأنفسنا والرؤية المشتركة التي نتصورها لثورتنا سياسياً وعسكرياً ووضع حد لأجنداتِ الداعمين والمدعومين وغيرهم من المأدلجين والمتسلَّقين لأنَّ العودة بقميص ثورتنا إلى شعبنا بدمِ الفُرقة والأنا والحصار هي الانتكاسة الحقيقيَّة والهزيمة الجوهريَّة التي يسعى إليها الأسدُ وشركاؤه.ولعل الخطوط الزمنية لثورتنا ومنعطفاتها المفصلية واضحةٌ في خارطة التحديات الداخلية والدولية وقد نجح أعداؤها نوعاً ما في إحداث شرخٍ في بنيانها بتسليط الضوء على مفرزاتها السلبية الثانوية وتحسسوا نقاطَ الاختلاف بالنسبة لرؤيتنا المستقبلية السياسية الاجتماعية ودفعوا ومازالوا يدفعون بها بالوسائل الدولية والإقليمية والداخلية لتكون أكثرَ عمقاً وقتامةً لا وبل شارك الطغاةُ أيضاً في تكوين تكتلاتٍ وتياراتٍ أضحت محسوبةً على المعارضة وإن اقتصر ذلك على الساحة الدولية فقط.فما تعانيه الثورة من انعدام كلي للوسائل التنظيمية ووحدة الهدف واستمرار لعبة شد الحبل بتوجيه الفكر والبندقية إلى هنا وهناك وضياع البوصلة لأهداف الكيانات السياسيَّة والعسكريَّة قد أدى إلى تمزيقِ النسيجِ الثوري وبتنا الآن نتحمل مسؤوليَّة تنفيذ سياسة الأسد في جسد ثورتنا إذا استمر وضعنا الحالي.. وإن كان هذا الأمر ضبابيَّاً في السابق فقد غدا واضحاً كأدِيم النهار وقد بات أقربَ للخيانةِ أكثرَ ما يكون جهلاً وتعنتاً.إنني ومن خلال ما سبق لا أوجه أصابعَ الاتهامِ لجهةٍ معينة بل هي مسؤوليَّةُ جميع الأطياف وأسعى للدَّفع بالضمائر لتنهضَ من سباتها الواهن إلى فجرها المعطاء فقضيَّتنا مشروعة كالبدر في السماء وما محاقها الظاهر الآن إلا في أنفسنا فتسابقوا إزالته قبل فواتِ الأوان فما نملكه اليوم قد لا نملكه في الغد. غسـان الجمعة