عبد الكريم الثلجي |
قاربت فترة الحصاد على الانتهاء في منطقة جنوب حلب، التي عمل فيها الفلاح على جني محصوله من قمح وشعير وكمون وعدس وفول، وهي أشهر المحاصيل الشتوية في جنوب حلب، لينتظر بعدها السعر المناسب ليقوم ببيعه.
يُعتبر القمح والشعير من أشهر المحاصيل الزراعية التي تُزرع في ريف حلب الجنوبي، حيث تُقدر المساحات المزروعة بحسب أحد المزارعين بـ (14) ألف هكتار تقريباً من القمح والشعير، وقد وصلت تكلفة الهكتار الواحد إلى قرابة 200 ألف ليرة سورية من القمح المروي، التي تتضمن تكاليف الحراثة والبذار والأسمدة والرش بالمبيدات الحشرية والسقاية والحصاد وأجور النقل، وقد أصاب محصول القمح مرض الصدأ (وهو مرض فطري يُصيب القمح نتيجة الرطوبة العالية في الجو) في حقول القمح الطرية التي تأثر إنتاجها بنسبة 50 % أما الأصناف القاسية فلم تتأثر بهذا المرض .
يقول “أبو أحمد” أحد المذراعين لصحيفة حبر: “إن الإنتاج من القمح لهذا العام تراوح بين الأربعة والخمسة أطنان للهكتار الواحد، أما الشعير فكان بين الطنين والثلاثة، وهو معدل جيد مقارنة بالأعوام السابقة، ولم تشهد المنطقة في جنوب حلب حركة بيع كبيرة لمحاصيل القمح والشعير.”
فبحسب أبو احمد هناك تجار بدأوا بمحاولة شراء المحاصيل بأسعار زهيدة مقارنة مع حجم التكاليف التي وضعها الفلاح في أرضه، بسعر للقمح 120 ليرة سورية بالحد الأعلى، وسعر 90 ليرة سورية للشعير بحده الأعلى ذو الجودة الجيدة، ويتوقع المزارعون جنوب حلب أن يقوم التجار بشراء القمح والشعير بأسعار زهيدة، ومن ثم نقله إلى مناطق النظام عبر المعابر الموجودة في محيط محافظة إدلب، ولكن لم تشهد حتى اللحظة أي عملية نقل للقمح والعشير إلى مناطق النظام، وكان النظام قد حدد تسعيرة القمح لهذا العام بسعر “185” ليرة سورية بزيادة عشر ليرات عن تسعيرة العام الماضي، أما عن سعر القمح في مناطق سيطرة (قسد) فقد حددته الإدارة الذاتية بسعر 165 ليرة سورية، حيث خصصت حكومة النظام مبلغ “70” مليون دولار أمريكي لشراء القمح من المزارعين، بينما خصصت قسد 200 مليون دولار أمريكي لشراء القمح في محاولة منهم لإغراء المزارعين من مختلف المناطق للبيع لهم وزبادة مخزونهم الإستراتيجي من القمح، وقال المجلس المحلي في بلدة الراعي شمال حلب: “إن الحكومة التركية بدأت بشراء القمح من المزارعين في ريف حلب الشمالي، حيث حددت سعر القمح القاسي بين 1200- 1350 ليرة تركية للطن (130 ليرة سورية للكيلو الواحد) أما القمح الطري فحددت سعره بين 1050- 1250 ليرة تركية للطن (120 ليرة سورية للكيلو) , بينما سعر طن الشعير حُدد بـ 1050 ليرة تركية للطن (105 ليرة سورية للكيلو الواحد).
هذا وقد أعلنت حكومة الإنقاذ عن استعدادها لاستقبال محصول القمح لهذا العام عبر مراكز قامت بتحديدها ( الأتارب وحزانو وسراقب ومدينة إدلب)، حيث أصدرت دائرة الزراعة التابعة لفرع خدمات البادية في حكومة الإنقاذ تعميماً إلى المجالس المحلية لتبلغ المزارعين الراغبين بتسويق محصول القمح القاسي والطري بضرورة مراجعة الدائرة من أجل الحصول على ورقة منشأ وحجز دور من أجل التسليم، وكانت وزارة الزراعة في حكومة الإنقاذ قد حددت في وقت سابق أسعار القمح الذي سوف تشتريه من المزارع بسعر 135 للقمح القاسي المشول و130 للقمح القاسي الدكمة، و133 للقمح الطري المشول و128 للقمح الطري الدكمة، في حين أصدرت الهيئة العامة للزكاة تعميماً بتاريخ 30 -5-2019 حددت فيه النصاب الذي سوف تقتطعه من المزارع الذي يقوم بتسليم القمح إلى مراكز حكومة الإنقاذ بـ”672″ كيلو غرام للقمح و “552” للشعير بمعدل 10 % للبعل و5 % للمروي .
فلمن سيبيع الفلاح وسط كل الأطراف وتباين الأسعار واحتدام المعارك؟