نيرمين خليفة |
تشهد المناطق الخارجة عن سيطرة النظام محاولات متعددة لتنشيط الحياة المدنية رغم الظروف القاسية والوضع الأمني المتردي والذي يتمثل بالقصف والتهجير المستمر، ويقوم بهذه المبادرات مجموعة من الفرق التطوعية والجمعيات المحلية بجهود كبيرة وامكانيات متواضعة.
ويمثل المشروع الذي يقوم به فريق المجد التطوعي في مدينة إدلب إحدى هذه المحاولات الجديدة والمطلوبة في هذه المرحلة ، حيث اطلق فريق المجد في بداية هذا الشهر مشروع مشاركة المرأة من أجل التغيير بهدف تمكين 48 سيدة سياسيا وبناء قدراتهن للوصول إلى مراكز اتخاذ القرار
صحيفة حبر التقت السيدة حسناء دحنون نائبة منسق المشروع وحدثتنا قائلة ( أن هذه فكرة المشروع جديدة هدفها توعية النساء بمفاهيم الكوتا النسائية من خلال عدة خطوات في المشروع وكانت الخطوة الأولى عبارة عن جلسات نقاش حضرها 48 سيدة في مدينة إدلب ومدينة معرتمصرين ثم تم طرح مخرجات النقاش في منتدى عام أقيم في كلتا المدينتين ، وفي مرحلة أخيرة تم إقامة تدريب بعدد 15 ساعة تدريبية على مفاهيم الكوتا النسائية في مدينة إدلب ومثلها في مدينة معرتمصرين الأسبوع المقبل)
ويقبل الشمال السوري على مرحلة جديدة شعارها العريض الاستقرار والعمل المدني ويطمح الناشطين المدنيين بوجود تمثيل حقيقي للنساء في التجمعات وهيئات الحكم المحلي القادمة ، حيث صرح السيد سامر بلشة مدرب المشروع لصحيفة حبر أنه تم استهداف السيدات الفاعلات في المجتمع في هذا المشروع بهدف تمكينهن سياسيا وإعطائهن فكرة عن الكوتا وهي نسبة المحاصصة للسيدات في الأحزاب ومراكز القيادة واتخاذ القرار ، كما ذكر السيد سامر أن المشروع تضمن حضور الذكور في التدريب وأن هناك تنوع مميز بين النساء الحاضرات من ناشطات مدنيات وعاملات في المجال الإنساني بالإضافة لممثلين عن هيئات الحكم المحلي)
وتفتقر سوريا للحياة السياسية بعد عقود من قمع نظام الأسد واحكام قبضته الأمنية على جميع مفاصل الحياة المدنية والسياسية والحزبية، وقالت المتدربة سارة مبارك لصحيفة حبر أن السيدة السورية مثلها مثل الرجل ليس لديها أي خبرة في ممارسة السياسة وهي بحاجة إلى توعية وتمكين سياسي لتبدأ خطواتها الأولى في تعزيز دورها المجتمعي ويكون لها أثر في بناء سوريا من جديد.
وتواجه مشاركة النساء من أجل التغيير تحديات متعددة تبدأ من غياب ثقافة المشاركة المجتمعية وتقبل الآخر إلى عادات المجتمع وتقاليده بالإضافة إلى ضعف قدرات النساء في المجال السياسي، وقد أضافت المتدربة ضحى شحنة قائلة أن السيدات السوريات قويات وبحاجة فقط إلى التأهيل والتمكين السياسي لبناء قدراتهن وتعزيز مشاركتهن في صنع واتخاذ القرار، و أن هذا التدريب أعطاها معلومات جيدة للإنطلاق في طريق التغيير وتشجع مثل هذه المبادرات وتتمنى المشاركة في ورشات وتدريبات جديدة في هذا المجال.
حيث استطاع عدد من النساء السوريات بجهودهن الخاصة الوصول إلى مراكز مؤثرة في صناعة القرار ومشاركة فاعلة في رسم مستقبل سوريا، وتأمل مجموعة النساء المستفيدات من المشروع أن يستمر العمل وبوتيرة متزايدة لبناء قدرات النساء وتعويض المجتمع بطاقات لمرأة السورية المكافحة