للمرة الرابعة أو الخامسة أو السادسة .. لم يعد يحصي السوريون مرات انتهاك النظام المجرم للخطوط الحمراء والسوداء والملونة، والتي باتت قوس قزح بألوان الموت السبعة يتجرعها السوريون كل يوم .لافرق في الموت ولا في الجريمة مهما كانت أساليبها في نظر الضحية، وإن كان الفرق بالأعراف الدولية لم يغير شيئاً على ساحة الثورة التي تبدأ عامها الخامس بجريمة بشعة جديدة ضحيتها مدنيون أبرياء يقتلون بصمت بالسلاح الكيماوي الأصفر .خطوط وألوان وأضواء … هكذا هي المعادلة، ودائماً من يدفع الثمن هو شعب آمن بحقه في الحرية والكرامة ورضي بأن يدفع أبهظ الأثمان في سبيل الوصول لحقه مهما طال الزمن .لن ينتظر السوري اليوم من العالم أن يرفع صوته بإدانة الجريمة، فالإدانة لن تبعث الحياة في أجساد من ماتوا، ولن تعيد الهواء للحناجر المختنقة، لن تنقذ بلداً يقاتل في سبيل أن يبقى في العالم بقية من إنسانية يثبت كل يوم أنه لا يمتلكها .الشعب السوري اليوم يموت من أجل الإنسانية، علّها تستيقظ في أرواح الملايين في كل مكان، ليعلنوا رفضهم لوقوف حكوماتهم في السر والعلن إلى جانب النظام المجرم الذي شوه صورة الإنسانية في هذا العالم عندما استطاع أن يفرض الصمت حيال جرائمه التي لن تنتهي في سرمين كما أنها لم تبدأ بغوطة دمشق .الموت هو الموت ولن تغير الألوان ساحة الحرية التي نقاتل في سبيلها، ولكن عسى أن يكون الموت اختناقاً ملهماً لمن كان في نفسه بقية من ضمير، ليقول لا .. وهي أضعف الإيمان . المدير العام / أحمد وديع العبسي