عبد الحميد حاج محمد |
يتحدث الكثير من المتابعين حيال الوضع جنوب إدلب، عن نية النظام وروسيا في شنِّ عمل عسكري جديد على ريف إدلب، وذلك بهدف السيطرة على جبل الزاوية، والوصول إلى الطريق الدولي m4 الذي تقوم كل من روسيا وتركيا بتسيير دوريات مشتركة عليه.
يأتي ذلك الحديث خصوصًا بعد ترويج عدة صفحات موالية للنظام لمعركة عسكرية مرتقبة ستشنها قوات الأسد على منطقة جنوب إدلب وغرب حماة.
وقد قال (أبو خالد الشامي) المتحدث باسم الجناح العسكري بهيئة تحرير الشام في حديث خاص (لحبر): “تم رصد تحركات وحشود للعدو تم استقدامها إلى عدة محاور على تخوم المحرر.”
وأضاف (الشامي) أن “فرق الاستطلاع العسكري لدى هيئة تحرير الشام قد سجلت حشود وتحركات لميليشيات العدو في عدة مناطق منها تخوم جبل الزاوية والأربعين وكبينة وسراقب.”
وقد تحدث الكثير من الأهالي عن انسحاب النظام إلى بعد حدود اتفاق آستانة وخصوصًا بعد تنفيذ الدوريات المشتركة الاتفاق المقرر بين روسيا وتركيا، حيث انتهت يوم أمس الدوريات من خط سيرها، ووصلت إلى مناطق سيطرة النظام في ريف اللاذقية.
وأكد (الشامي) أن “كل ما يشاع عن نية النظام الانسحاب إلى حدود ما يسمى اتفاق (آستانة) ما هو إلا أحد أساليب المكر التي يحيكها المحتل الروسي.”
ويتابع: “نحن نعلم أن عدونا لم ولن يكترث لأي اتفاقية عندما يريد شن حملة عسكرية على المحرر، وقد يبدأ بحملة جديدة في أقرب فرصة مناسبة له.”
وتستمر قوات النظام بخرق اتفاق وقف إطلاق النار المُوقَّع بين تركيا وروسيا في آذار الفائت، وتواصل قوات الأسد بشكل مستمر قصفها للقرى والبلدات القريبة من خطوط الاشتباك مع قوات النظام، وقذ أدى ذلك إلى إعاقة الاتفاق وعودة النازحين إلى منازلهم.
ويشير(الشامي) إلى أنه” بناءً على كل المعطيات السابقة، فإن غرفة عمليات (الفتح المبين) قد رفعت الجاهزية العسكرية لقواتها على محاور القتال المذكورة، وجهزت عدة خطط لردع ميليشيات العدو.”
وبحسب (الشامي) فإن “غرفة عمليات (الفتح المبين) عملت في الفترة الماضية على رفع كفاءة مقاتليها بعدة معسكرات تدريبية، بالإضافة إلى تدريب القوات بما يتناسب مع ظروف القتال الجديدة، واتباعهم أساليب وتكتيكات مطورة خلال المعارك.”
وانتشرت الكثير من الأخبار التي تفيد بأن فصائل الثوار العاملة في إدلب ستندمج وتنخرط في تشكيل عسكري واحد، إلا أن الأخبار تلك لم تعتمد على مصادر دقيقة ومؤكدة.
بدوره (أبو خالد الشامي) أوضح لحبر أنه “منذ اليوم الأول لانتهاء الحملة العسكرية للقوات الروسية الغازية، سعت غرف عمليات (الفتح المبين) لرفع مستوى التنسيق بين جميع مكونات الغرفة من الفصائل المنضوية فيها، وتطوير آلية العمل على خطوط الجبهات ومحاور الاشتباك.
وإن الغرفة تخضع لقيادة مركزية واحدة من نخبة العسكريين من فصائل الغرفة، وقد أعادت ترتيب وتوزيع القوات البشرية والنارية بما تتطلبه الظروف الحالية. “
وقد ختم (الشامي) حديثه بأنهم على استعداد دائم لصد أي محاولة تقدم لميليشيات المحتلين على المناطق المحررة، مُشيرًا إلى أن عيونهم تراقب جميع تحركات العدو وحشوده.
الجدير بالذكر أن مئات الآلاف من الأهالي ينتظرون العودة إلى أراضيهم التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخرًا، وخصوصًا بعد وعود تركيا بأن هذه الأراضي ستعود، وذلك وفقًا لمقررات اتفاق (آستانة) سابقًا، وهي المناطق التي توجد بها نقاط المراقبة التركية داخل مناطق سيطرة نظام الأسد.