لا منتجات حقيقية إلى اليوم في الأداء السياسي لجون كيري وصديقه لافروف، تصريحات وغزل وحروب كلامية، تصل إلى حدِّ العنتريات المفرطة، يداعب هذا الدور “متعة” إيرانية في استعادة أمجاد غابرة، وبناء تحالفات دولية استراتيجية مع الجميع تجعل المصالح تتقاطع في طهران باعتبارها الشريك المنضبط سياسياً، أو القادر على الانضباط عندما تتحقق مصالحه، بعكس التيار السني المقابل الذي تتقاذفه القيادات والأهواء والجماعات “المتطرفة” كما تسمى أو كما يتم تسميتها عند الانتهاء من صناعتها.
لا أبحث هنا عن استخدام ألفاظ ذات دلالات سياقية معينة لإغراء القارئ بالمتابعة، وإنَّما أحاول إسقاط فلسفة هذه الدلالات على التصرفات السياسية التي يقوم بها الحلفاء في سوريا.
إذا كان عام 2016 هو العام الذي تمَّ فيه إقرار المثلية في العالم، فيبدو أنَّه لم يعد مجرد رغبة شاذة استطاعت أن تحظى برضى عالمي، بل تطورت لتصبح طريقة في التفكير السياسي عند البعض، حيث لا شيء في العلاقات المثلية سوى المتعة، (المتعة فقط) دون أي منتجات ودون فلسفة للحياة، ودون خطط مستقبلية حتى، لحظات لحرية الشذوذ تتم ممارستها أمام العالم أجمع وتؤيدها مؤسسات دينية، وتُــقرُّ في دساتير ومنظومات قانونية كبرى برعاية القوادين وأرباب بيوت الدعارة من أجل كسب أفضل، مهما سبب ذلك من أضرار وإفناء للبشرية.
الصورة في سوريا لا تبدو بعيدة عن هذا المشهد، فالقاتل الشاذ يمارس عمله برعاية دولية باسم محاربة الإرهاب الذي يهدد الحرية، ويستفيد القوَّادون من الحرب ومفرزاتها، مهما أدَّى ذلك إلى دمار النوع السوري وافنائه، والعديد من المؤسسات الدينية تشرعن هذا القتل على أنَّه نوع من الحرية السياسية ومحاربة للإرهاب في سجن كبير يدعى سوريا، تمارس فيه ألعاب الدم بتفويض عالمي.
اليوم يتشارك الروس والأمريكيون متعة القتل بعد أن ثبت تورط الكثير من الطائرات الأمريكية في قصف المدنيين في حلب وغيرها، لا هدف حقيقي وراء هذه العمليات، إذ إنَّها تجري دون توافق سياسي صريح، فما تزال اللعبة السياسية غير واضحة المعالم، وتقاطع المصالح في الشمال يبدو معقداً أكثر من أي يوم مضى.
الكل يقتل بشراسة بانتظار أن يسقط أحد الأطراف من تلقاء نفسه… عندها ستبنى السياسة انطلاقاً من شكل الضحية وحجمها… وحتى ذلك الوقت المزيد من الشذوذ سوف يرتكب.