وقفت المرأة السورية جنباً إلى جنب مع الرجل في الميادين كلها، وكسرت حاجز الخوف والتردد، متحدية بصبرها وعزيمتها كل المصاعب والأزمات التي تواجهها، مؤججةً لهيب الثورة بأفعالها، فكانت هي الأم الحنونة وأم الشهيد الصابرة، والمرأة المسعفة والإعلامية التي تنقل صوت الحق، والمرأة الرحيمة التي تقوم بتقديم العون والإغاثة للناس، كما ساهمت أيضاً في نشر الوعي والتعليم.ولترسيخ دورها وزيادة تفعيله تم إنشاء منظمات واتحادات تعنى بالمرأة وشؤونها، منها “اتحاد المرأة السورية”. وقد قامت صحيفة حبر الأسبوعية بإجراء لقاء مع مديرة الاتحاد، مستطلعة معها أهم الأعمال والنشاطات التي يقوم بها الاتحاد.متى تم تشكيل “اتحاد المرأة السورية “؟ ومن يديره؟ ومن أعضائه؟تم تشكيل الاتحاد في الشهر الثامن لعام 2013، وتديره السيدة “حميدة ناشد”، وأما القائمون عليه فهنّ حصراً من النساء من عدة مناطق كالمشهد وصلاح الدين وكرم الجورة.ما الهدف من تشكيل الاتحاد؟ وما الأهداف التي يسعى لها؟يهدف الاتحاد إلى تفعيل دور المرأة في ظل الثورة السورية بشكل ملموس، وإشراكها في العمل الثوري، فنحن الآن بأمس الحاجة لأن تشارك المرأة، وتقف جنباً إلى جنب مع الرجل في هذه المحنة الحرجة.ما الأعمال التي قام بها الاتحاد من ندوات ومحاضرات والتي تهتم بالشأن النسائي؟قام الاتحاد بفتح مدرسة في جامع خديجة لتحفيظ القرآن وتعليم المنهاج الدراسي، كما قام بتأهيل فرق مسرحية للأطفال تتضمن رسائل ثقافية ودعوية، توجهنا فيها للطفل من أجل زيادة الدعم النفسي عنده، وقمنا أيضاً بتشكيل كادر طبي وإسعافي يضم مجموعة من النساء، وهو عند خط الجبهة، إضافة إلى إعداد مجموعة من المرشدات والداعيات الإسلاميات.ما الهدف من الدورات الثقافية التي يقوم بها الاتحاد؟ وما الشريحة التي يستهدفها؟يقيم الاتحاد دوراته حصراً في جامع خديجة، والهدف الرئيسي منها هو التوعية الثقافية عند المرأة، وإشراكها في العمل السياسي، ورفع المستوى التعليمي لديها. كما يقدم الإرشاد الاجتماعي والدعم النفسي للمرأة.ويريد الاتحاد بأعماله ونشاطاته استهداف جميع الشرائح والطبقات دون استثناء، كما نود أن يشمل “اتحاد المرأة السورية” جميع النساء من جميع الطوائف.ماذا قدّم الاتحاد للمرأة من الناحية الإغاثية والتعليمية والطبية؟قمنا بإغاثة كثير من العوائل النازحة والنساء الأرامل والمطلقات واللواتي بلا معيل. فعملنا على إغاثتهن وتأمين الرواتب لهن وتعليمهن الأعمال المهنية. ومن الناحية التعليمية أقمنا دورة تعليم الرشيدي لمحو الأمية عند المرأة، والتوعية الاجتماعية للمرأة النازحة في الريف، حيث تصل نسبة الجهل إلى70%. أما من الناحية الطبية فقد عملنا على إقامة دورات تمريض في مشفى القدس ومشفى عمر بن عبد العزيز، كما يوجد لدينا نقاط طبية على خط الجبهة.كيف يرى الاتحاد دور المرأة في ظل الثورة؟في البداية كان هناك خوف وتردد كبير، لكن عندما أقمنا محاضرات توعوية للنساء وطلبنا منهن أن يثبتن على الأرض وأن يشاركن في بناء بلدنا، وخاصة في ظل التحوّل السياسي الذي تواجهه سوريا، عندئذ تغيّر الوضع.من هي الجهات الداعمة للاتحاد؟حالياً لا يوجد دعم مادي، نحن نعمل بجهود جماعية لكن بسيطة، ومع ذلك الحمد الله أثبتنا وجودنا على الأرض، والدليل على ذلك أن هناك الكثير من الجهات تريد التواصل معنا، من تركيا وغيرها، لدعم الاتحاد حتى يكون صوت الداخل الذي يمثل المرأة مدنياً، فهم يريدون منظمة تعنى بالمرأة السورية، وآخر تواصل لدنيا كان مع المعهد الديمقراطي. ونحن لا نقبل التعامل مع أي جهة إلا بشروطنا، فنحن لا نعمل بأجندة خارجية. لقاء : عمر الحياة