تواجه المرأة التي انفصلت عن زوجها في مجتمعنا تجربةً قاسيةً ومحنةً مؤلمةً وضغوطات حالكة كأنَّها تحمل مرضاً مزمناً لا شفاء له، فالكل يحاول الابتعاد عنها وعدم التعامل معها.
إذ عليها أن تواجه كلَّ ذلك بأقصى شجاعة وقوة، فهي لم ترتكب ذنبا ولم تفعل جريمة كي تعاقب عليها، هي فقط اختارت أن تكمل حياتها دون قيد أو عائق يخسرها أنوثتها ويلغي هويتها سواء أكانت هي من طلبت الانفصال أم أنَّ زوجها من قرر ذلك.
إلا أنَّنا مؤخراً وجدنا عقولاً نيرة استوعبت ذلك الأمر وتأقلمت معه وتقبلت وجود المرأة المنفصلة عن زوجها واحترمتها.
حول هذا الموضوع رصدنا بعض الآراء من مختلف طبقات المجتمع وكانت كالتالي:
أبدت السيدة(هـــ) حزنها وتأثرها بموضوع انفصالها قائلة: “تزوجت مدة شهر، وشاءت الأقدار أن ننفصل أنا وزوجي لعدة أسباب، لست نادمة على قراري، لكن نظرة المجتمع لي تشعرني أنني لست أنثى كاملة؛ إذ هناك من يطلبني للزواج، لكن حينما يعرف بزواجي السابق ينسحب بشكل لا إرادي.”
في حين ذكرت السيدة (ع) أنَّها حرة في اختيارها وسعيدة جداً بحياتها الجديدة عندما انفصلت عن زوجها وطُلقت، حيث كانت تعاني الظلم والقهر والتعذيب على يد زوجها السابق الذي قام بضربها بشكل وحشي أدَّى إلى إجهاض جنينها حينما كانت في شهرها الثامن؛ كل ذلك لن يدفعها للندم على قرارها، حيث أكدت أنَّ المرأة المطلقة لا تنقص أنوثتها ولا يقل احترامها كونها لم تفعل شيئاً معيباً أو محرماً.
لكن القصة تختلف عند السيدة (ن. د) فهي أم لطفلين، وكانت قد انفصلت عدة مرات عن زوجها وعادت إليه كي تحتضن طفليها وترعاهما، لكن الكيل قد طفح عندما بلغ زوجها حدا كبيرا من توجيه إهانات عديدة لها، وتدخله في عملها وإدارة شؤون لا تخصه بغية تسلطه عليها، وأيضاً هي ليست نادمة رغم حرمانها من طفليها فقد بلغا عمراً يستطيعا الاعتماد على نفسيهما.
وليس بالضرورة أن ينظر المجتمع ككل نظرة إيجابية للمرأة المطلقة، فهناك وجهة نظر مختلفة تماماً عند الغالبية، فمعظم مجتمعنا من رجال ونساء أيضا لا يحبذ الارتباط بامرأة كانت متزوجة سابقاً لاسيما من لديها أطفال، بينما البعض لا يجد مشكلة مع الأمر، فالموضوع نسبي.
في النهاية ثقافة نبذ المرأة المطلقة وتهميشها أمرٌ سيئٌ للغاية، ولومها الغير مبرر لا يجدي نفعاً، فلنرتقي قليلاً بفكرنا، ونحترم قرار كل أنثى اختارت حياتها وفق ما ينسجم مع تفكيرها وطبيعتها.