إن حرر الجيش الحر قرية من القرى قال: ألا تخاوفون الله؟ أتحرروها لتقصف؟! لماذا لا تذهبون إلى دمشق وتحرروها؟!
إن حرر الجيش الحر مدينة من مدن دمشق قال: لماذا تذهبون إلى تحرير دمشق، ولا تهتمون بالمحافظات الأخرى؟! خافوا الله فينا.
إن قامت إحدى المنظمات بتأهيل المدارس لأجل التعليم قال: ما شاء الله! تلعبون بالمال، من لديه وقت ليتعلم؟ لماذا لا تهتمون بإطعام الناس؟ الناس ماتوا من الجوع.
إن وزَّعت إحدى المنظمات سلالاً غذائية قال: لقد خرّبتم الناس وعلمتموهم الكسل، أنتم عملاء للغرب تريدون أن تجعلونا عبيدا للإغاثة.
إن وافقت هيئات المعارضة على التفاوض مع النظام قال: أنتم عملاء للنظام، تتفاوضون معه لكي تبيعوا ثورتنا، أنتم عملاء تجلسون مع الدول الغربية ومع روسيا.
إن رفضت هيئات المعارضة التفاوض مع النظام لعدم جدواه قال: طبعا لا يهمكم من يموت في سوريا، أنتم تجلسون في الفنادق والسوريون يموتون، لماذا لا تخلصونا من العذاب بأي اتفاق سياسي يرحم الناس؟!
إنَّه مثال عن الكثير من السوريين “المعارضين” الذين ابتليت بهم الثورة ممَّن نسبوا أنفسهم للثورة السورية، فهؤلاء يسبُّون الثورة ورموزها أكثر من سبهم لنظام الأسد وأفعاله.
ألم يسأل هذا “المعارض” الذي يدَّعي النزاهة نفسه كم سلة غذائية استلمها من المنظمات التي أنشأها الثوار وركضوا يستجدون الدعم لكي يطعموا أمثاله؟! وكم منظمة عمل بها وبات يسير ويسب على هذه المنظمة ويشوه سمعتها أمام القاصي والداني وكأنَّه ليس فردا من أفرادها وعليه مسؤولية نجاحها كما هي مسؤولية من يسب عليهم؟ وكم فصيلا عسكريا تطوع به وكان صاحب الدور الأكبر بتشويه سمعة المجاهدين فيه والذين جاؤوا يقاتلون دفاعا عن المظلومين؟
يسب الثورة والثوار ولم يعلم بأنَّ النظام استفاد من أمثاله أكثر من فائدته من شبيحته، يسب الثورة ولا يعلم بأنَّ النظام يدفع لشبيحته في الجيش الإلكتروني لكي ينجزوا أعمالا كبيرة كهذه وهو ينجزها بالمجان…
أيُّها المعارض: إن كنت تبحث عن أناس منزهين عن الخطأ فاعلم أنَّك لن تجدهم في الثورة السورية، فثورتنا هذه قام بها أناس بسطاء فرض عليهم النظام الجهل والفقر، ولكنَّه لم يستطع انتزاع الطيبة من قلوبهم…
أيُّها المعارض: لقد أصبحت كالبلاء على الثورة السورية، وكالسوس الذي ينخر جسدها ويشوه وجهها الطاهر…
في بداية ثورتنا كنَّا ندعو الله أن تخرج وتشارك معنا في الثورة، وكنَّا نظنُّ أنَّ ثورتنا ستنتصر بخروجك معنا، وقد احتفلنا عندما خرجت فينا، ولكنَّنا لم نأخذ العظة من قوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)
قيل في الذين من قبلنا: (صديقك الغبي أضر بك من عدوك).
غيث البحر
المدير السابق لصحيفة حبر