نوال بالوش |
تنتظر المعلمة (نهلة) المتطوعة في الكادر التعليمي بمدرسة (خالد شعار) في إدلب، راتبها الذي وُعدت به من قِبل مديرية التربية والتعليم في إدلب، وحالها كحال باقي المعلمين المتطوعين في المديرية، إلا أنها حصلت على (سلة غذائية) بسيطة بقيمة لا تتجاوز 10$ في ظل ارتفاع الأسعار والغلاء الذي تشهده مدينة إدلب.
تقول (نهلة): “بعد ترك التدريس في المدراس التابعة للنظام، التحقت بالتدريس في التربية الحرة بعد إعلانها عن شواغر في الحلقة الأولى بصفة (مدرس متطوع) على أمل أن يتم تثبيتي والحصول على راتب تعويضي للمتطوعين.”
وذكرت أنها كانت تذهب لحماة لاستلام رواتبها عن عدة أشهر، قبل أن تنهي التزامها بمدارس النظام وتلتحق بمديرية التربية الحرة في إدلب، وهي اليوم لا تريد أن تتخلى عن عملها حتى لو أصبح تطوعيًا.
أضافت (نهلة) أنه لا يمكنها أن تترك مهنتها التي أصبحت جزءًا منها، فضلًا عن إحساسها بالمسؤولية أمام طلاب بلدها الذين هم بحاجة ماسة للتعلم في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.
مديرية التربية والتعليم في إدلب أصدرت قرارًا في 25/2/2020 يقضي بإلغاء المجمعات التربوية التابعة للنظام في محافظة إدلب والالتحاق بالتربية الحرة.
(صحيفة حبر) التقت الموجه الأول في مديرية التربية والتعليم الأستاذ (عبدو قميناسي) للوقوف عند للحديث عن (التدريس التطوعي)، يقول (قميناسي): “لن يبق تطوع في مدارس (الجودة) وهي المدارس المدعومة من قبل منظمة (مناهل).
وبالنسبة إلى الحلقة الأولى، سيتم تثبيت كل من يشغل شاغرًا حقيقيًا.”
وأوضح (قميناسي) أن “التربية تسعى دائمًا لتأمين رواتب للمتطوعين ومساعدتهم بشتى الوسائل، ولاسيما بعد استحداث الصندوق التعاوني الخاص بالكوادر المتطوعة للحلقة الثانية والثانوي البالغ عددهم 3900 معلم متطوع، وذلك بتاريخ 9/4/2020 حرصًا على استمرار العملية التعليمة، وكيلا يبقى الطلاب البالغ عددهم 130 ألفًا معرضين لخطر الحرمان من التعلم.”
وأشار (قميناسي) إلى تحديد واردات الصندوق برسم التعاون السنوي التطوعي للمُعينين، أي (المعلمين المثبتين) حيث يقتطع 10$ من كل معلم لمصالحة الصندوق الذي سيوزع على المتطوعين، وهو قرار غير ملزم.
غير أن هذه القرارات، كما قالت المعلمة (ولاء الخلف)، “لا تعدو سوى وعود لم تتحقق بعد” فهي متطوعة في الحلقة الثانية بإحدى مدارس المدينة منذ أشهر ولم تحصل على شيء، غير أن هدفها الأساسي هو سد الثغرات التي ألحقها فصل معلمات النظام، وخلو المدراس من الكوادر التعليمية، وبالتالي يظلم الطلاب ويتوقفوا عن التعليم.
تقول (ولاء): “الجهد الذي بذله المعلم في نظام التعليم عن بعد منذ شهرين كان يستحق تعويضًا بسيطًا للمعلم، خاصة أنه عانى من صعوبات الإنترنت والتزم بالعمل وهو كباقي الناس لديه احتياجات ولوازم لابد من تأمينها، فليس من المنطقي أن يعمل المعلم دون أجر”
تتراكم الأقساط والفواتير على المعلمة (ولاء) وتزيد الأعباء المادية من معاناتها خاصة بعد نزوحها قبيل عدة أشهر، كانت تأمل في تأمين مبلغ بسيط من عملها في التدريس لتسديد تلك الأقساط وتأمين حاجة أسرتها وأطفالها، فقد أكدت أنها لم تحصل على أي مبلغ منذ تطوعها، عدا (السلة الغذائية) البسيطة كالتي أخذتها زميلتها (نهلة).
وضع المعلمة (ولاء) لا يحتمل الانتظار في العمل التطوعي كثيرًا، فهي مضطرة للبحث عن فرصة عمل أخرى تضمن لها استقرارًا ماديًا يعنيها في معيشتها، وكذا باقي المدرسين المتطوعين.
لقد عانى القطاع التعليمي في محافظة إدلب من تحديات وصعوبات عدة، وتعرضت المدراس للقصف المباشر طيلة السنوات الماضية، ومع ذلك ماتزال أبواب المدارس تفتح للطلاب والطالبات بجهود كوادرها التدريسية الذين بذلوا جهدهم لاستمرار التعليم ولو على حساب مصلحتهم الشخصية.