يسرى عبدو
مهنة التعليم هي المهنة الأولى التي يرتقي من خلالها الإنسان، وهي من أهم وأعظم المهن، ويكفينا شرفاً أنَّ النبي محمد-صلى الله عليه وسلم-بعث معلماً.
غير أنَّها مهنة تحتاج إلى الكثير من البذل والعطاء ولا تقتصر على إعطاء المعلومة فقط؛ فقد أثبتت التجارب في العصر الحديث أنَّ هناك مهارات عديدة للمعلم لا بدّ من أن تتوافر فيه على المستويين العلمي والعملي.
وعلى هذا الأساس بادرت مديرية التربية بالتعاون مع المجلس الشرعي لإطلاق مسابقة بعنوان (القارئ المربي) والتي تعنى بالدرجة الأولى بالمعلم لتزيد من ثقافته ووعيه.
ومن هنا أردنا أن نسلط الضوء على هذه المسابقة، لنعلم كيف نشأت؟ وما هي عوامل نشوئها وأهدافها.
وقد تمَّ اللقاء مع الأستاذ أحمد إسماعيل مدير مكتب المجلس الشرعي في محافظة حلب، وبدوره شرح لنا بأنَّ فكرة المسابقة مأخوذة من مسابقة (زدني علماً)، وهي عبارة عن شقين (علمي، وأدبي)، الشق الأدبي كان في السيرة النبوية، وقد سُرّ المعلمون كثيراً بهذه الفكرة، وطالبوا بمسابقات على نفس النهج، وقد تمت المسابقة بعد تأمين الكتاب وتقديمه للمعلمين، وبالتعاون مع التربية كونها صاحبة الاختصاص بهذا المجال.
أمَّا الهدف الأساسي من إطلاق هذه المسابقة هي فكرة القارئ المربي والتي بدأت بكتاب (الرحيق المختوم)، ويمكن أن تتوسع لتعويد المعلم على قراءة الكتب؛ ففي المرة القادمة يمكن أن تكون المسابقة عن كتاب في التربية أو في الطفل…
كما إنَّه لا يمكن للمعلم أن يكون جاهلاً في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام.
وقد أفادنا الاستاذ محمد شعبو مدير دائرة التدريب والتأهيل في مديرية التربية الحرة، بأنَّ عدد المعلمين والمعلمات بلغ 132متقدم، وكان هناك تفاعل في إقبالهم على هذه المسابقة كونها فريدة من نوعها، كما أفادنا بأنَّ هناك دورات قادمة ستكون بالتعاون مع المجلس الشرعي، وجهات أخرى لتطوير المعلم ثقافيا ومهنيا.
وعلى الرغم من كل الصعوبات التي يعانيها المعلم والمؤسسات التعليمية في ظل القصف الروسي العنيف والمُمَنهج، فقد استجاب المعلمون والمعلمات لتقديم هذا الاختبار من أجل الرفع من سوية التعليم، وإكمال مسيرتهم التعليمية على أسس متينة وصحيحة.
إنّ مثل هذه المسابقات التي تجعل من المعلم هدفها الأساسي تعتبر من أنجح الأساليب في تسريع عجلة التعليم، ورفع مستواه العام داخل الإطار المجتمعي وخارجه؛ لأنّ تثقيف المعلم وتحفيزه لتنمية قدراته الفكرية والمهاراتية سينعكس بشكل مباشر على الطلبة.
فهذه المسابقة هي في حقيقتها تصبّ في مصلحة الطلاب أولاً وآخراً، وتنقل المعلم من حالة السبات الطويلة التي يظن فيها خلال مسيرة تعليمه أنَّه قد فاتته فرصة التعلّم باعتباره معلماً. فمما لا شكَّ فيه أنَّها تتسم بالحيوية والنشاط، وتخلق جوّاً تفاعلياً بين كل المعلمين في إجرائها.
لذلك نتمنى أن تكون هذه المسابقات بشكل دوري على مدار العام الدراسي، ألا تنقطع وتغيب عن المعلمين بعد إشراقها، ومن الجدير بالذكر أن تكون فحوى هذه المسابقات من المواد المتعلقة بالمهارات التواصلية داخل الصف وخارجه.