سلوى عبد الرحمن
– باتت ظاهرة الاغتيالات في الفترة الأخيرة من الظواهر الخطيرة المنتشرة في المناطق المحررة في سوريا، وخاصة في الشمال السوري بمدينة إدلب وريفها، حيث طالت هذه الاغتيالات عددا من القادة والشخصيات العسكرية والسياسية والإعلامية، بالإضافة إلى عدد من المدنيين الموجودين بالقرب من تلك الشخصيات، وتتم عمليات الاغتيال عن طريق استهدافهم بعبوات ناسفة أو زرع ألغام أرضية في الطرقات أو عن طريق المفخخات أو الانتحاريين.
وقد كان لعناصر وقادة حركة أحرار الشام النصيب الأكبر من هذه الاغتيالات، إذ إنَّها تعتبر أكبر الفصائل الثورية المقاتلة في سوريا، وعلى ما يبدو أنَّ هناك حملة اغتيالات واسعة لتصفية مقاتلي الحركة وإشعال الفتنة بين الفصائل الثورية لإشغالهم عن الجبهات خاصة في مدينتي حلب وإدلب وريفهما، حيث تعتبر حركة أحرار الشام وجبهة النصرة من أكبر الفصائل الفاعلة على الأرض ضمن جيش الفتح الذي بدأ يستعيد قواه ويبرز دوره بشكل وضح خاصة في ريف حلب الجنوبي.
منذ مطلع الشهر الجاري ازدادت عمليات الاغتيال لتصل إلى أكثر من عشرين قياديا وعسكريا في الحركة، فطالت هذه العمليات القيادي والطبيب (عمر الحجي) وذلك إثر تفجير عبوة ناسفة في محيط بلدة ترمانين بريف إدلب الشمالي، بينما نجا كلا من القادة ” أبو جابر البنشي” من عملية اغتيال بعد ساعات من اغتيال الحجي، وذلك بزرع عبوة ناسفة في سيارته في مدينة بنش بريف إدلب الشرقي، والقيادي في لواء بدر التابع لحركة أحرار الشام في سرمدا.
كما واغتيل القيادي “محمد فاعور” بعبوة ناسفة مع ابنه الصغير بعد خروجهما من صلاة التراويح في مرتين بريف ادلب الغربي.
وقد فجر انتحاري نفسه في مقر للحركة أثناء اجتماع القادة بمدينة بنش أيضا أدَّت إلى مقتل قائد أركان الحركة وعدد من أبرز الميدانيين، وطالت عملية اغتيال 6 مقاتلين من الحركة المرابطين على جبهة الفوعة بطلق ناري، أمَّا في الشمال السوري فقد استهدفت مفخخة منزل أحد القياديين أدت إلى مقتل الطبيب علاء العلي من أبناء مدينة حمص وقيادي من الحركة وجرح عدد من المدنيين، وآخر الاغتيالات كانت يوم الاثنين بعبوة ناسفة داخل مدينة إدلب أدت إلى قتل أربعة مقاتلين وجرح عدد من المدنيين.
باتت سلسلة الاغتيالات اليومية تؤرق سكان مدينة إدلب وريفها، فأصبح المواطنون يتحسبون من الخروج ليلا وعدم الاقتراب من التجمعات.
وتشير أصابع الاتهام في عمليات الاغتيال إلى الشبيحة الموجودين داخل المدينة، بينما رأى “لبيب نحاس” مسؤول العلاقات الخارجية في حركة أحرار الشام من خلال تغريدات له على حسابه في تويتر ” إنَّ حملة أمنية وإعلامية ممنهجة تهدف إلى إسقاط حركة أحرار الشام وتشويه صورتها وتصفية كوادرها المؤثرة” متهما نظام الأسد وتنظيم الدولة والجهات التي أعلنت ولاءها للتنظيم في المناطق المحررة، وأجهزة استخباراتية عالمية باستهداف قيادات الحركة وكوادرها.
وقد تبنى “تجمع تطهير إدلب” التابع لشبيحة النظام على صفحته الفيسبوك عمليات زرع العبوات الناسفة داخل المدينة بشكل يومي، وأكد التجمع على تكثيف كبير للعمليات والتكتم الإعلامي بتوجيه من قيادة التجمع لضمان انطلاق العمليات بشكل أكثر أمانا وضمانا، وأكد البيان الصادر عن التجمع على استهداف القيادات وأبرز عناصرهم وآلياتهم، وعلى تفجير المقرات ومنازل الأوزبك والتركمان داخل المدينة.
وتثير عمليات الاغتيال والمفخخات مخاوف بين المواطنين، واستياء من الأجهزة الأمنية داخل المدينة، ووجهوا نداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة تكثيف الدوريات الليلية، وإقامة الحواجز الأمنية داخل المدينة ومراقبة الشبيحة الذين مازالوا يقيمون داخل المدينة بعد أن عفا عنهم جيش الفتح، وذلك حرصا على سلامة المواطنين داخل المدينة.
فإلى متى ستستمر الحرب التي تمطر على الشعب من السماء براميلا وصواريخ، ومن الأرض عبوات ناسفة ومفخخات؟!