قيس الأحمد |
تستمر ميليشيا “قسد”، بحملة الاعتقالات في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرق سورية، وقد طالت الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين18 و30 عامًا، بهدف الزج بهم للقتال في صفوفها بشكل إجباري، كما طالت كل من له أقارب انضم في فترات سابقة إلى الفصائل التي شاركت في عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا شرقي الفرات.
وفي هذا الصدد قال أحد سكان مدينة الرقة ويدعى ” عبد القادر” (فضل عدم ذكر هويته)، لـ “حبر”: إن “الاعتقالات مستمرة بشكل يومي وبدون انقطاع، حيث يتم سوق المعتقلين إلى المراكز التي كانت تستخدمها داعش كمعتقلات لها كالملعب البلدي وإدارة المرور إضافة لبعض السدود”.
وبالحديث عن إعداد المعتقلين أوضح “عبد القادر”، أنه ” لا يوجد أعداد دقيقة للمعتقلين بسبب غياب النشطاء في الرقة، وكون أغلب الجمعيات والمنظمات تخضع لتأثير القوة المسيطرة”.
من جهته قال أحد سكان محافظة الحسكة ويدعى ” عبد العزيز الخليفة”: إن “حملات الاعتقالات زادت بشكل ملحوظ بعد عملية نبع السلام التركية، نتيجة لحالات الفرار التي حصلت في مناطق الاشتباكات مع فصائل الجيش الوطني”.
وأضاف في حديثه لـ “حبر”، إن “الرافضين للتجنيد يتم اعتقالهم مدة من الزمن ثم يساقون إلى معسكرات التدريب في تل بيدر ومراكز أخرى يخضعون فيها لدورة قصيرة، ليتم فرزهم إلى جبهات القتال”.
وروى “الخليفة” أنه ” تم اعتقال شخص من أهل المشاركين في عملية نبع السلام (تحفظ على ذكر اسمه)، ليتم إطلاق سراح قريبه بعد نشر مقاطع على حسابه بأنه خارج مناطق عمليات نبع السلام ولم يشارك بها”.
أمّا الناطق باسم شبكة عين الفرات ” أمجد الساري” قال في تصريح خاص لـ “حبر”: إن “مليشيا قسد مدعومة بقوات التحالف الدولي، تشن بين الفينة والأخرى، حملات دهم واعتقالات على منازل المدنيين في قرى ريف دير الزور الشرقي، بحجة البحث عن خلايا لتنظيم داعش”.
وأضافت أن “هذه الحملات ازدادت في الفترة الأخيرة، بسبب الانفلات الأمني وازدياد عمليات الاغتيال وخاصة في قرى ذيبان والحوايج والشحيل”.
وبيّن “الساري”، أن ” قسد والتحالف نفذا خلال الشهرين الماضيين عمليات إنزال استهدفت منازل المدنيين في قرى ذيبان والشحيل والزر، اعتقلت خلالها أكثر من 45 مدنيًا بحجة انتمائهم لتنظيم داعش، كما اعتقلت أيضاً عناصر سابقين في التنظيم”.
وفيما يتعلق بالأماكن التي يتم سوق المجندين قسرًا والمعتقلين إليها أوضح “الساري”، أنه “كما قال يتم سوق المعتقلين إلى حقل العمر النفطي، وغالبية الموقوفين يتم سوقهم إلى سجون الحسكة”.
وأضاف أيضًا أن “الاعتقال يتم بشكل تعسفي جدًا وبأوقات متأخرة من الليل، وغالبًا ما يتم قتل بعض المدنيين بعمليات الإنزال الجوي التي تشارك بها قوات التحالف، إضافة إلى سرقة بعض المنازل أثناء الاعتقال”.
وفيما يخص إحصائية أعداد المعتقلين خلال الحملات التي تشنها قسد قال “الساري”: إنه “لا تتوفر لدينا معلومات عن الأرقام فعمليات الاعتقال بشكل شبه يومي وبحجة وجود خلايا لداعش، إضافة إلى الانفلات الأمني الكبير في مناطقها، حيث تشهد مناطقها في دير الزور وريفها عملية اغتيال شبه يومية يتم توثيقها وهذه العمليات مجهولة تم تبني البعض منها من قبل داعش”.
وعن دور الجهات الحقوقية في توثيق تلك الانتهاكات بحق الشباب قال “الساري”: إنه “يوجد بعض المنظمات التي توثق كالشبكة السورية لحقوق الإنسان، لكن هناك غياب عن محاسبة قسد على الانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها بالفترة الأخيرة، وغياب التجاوب الدولي لردع قسد عن انتهاكاتها بحق المدنيين”.
وتواصل ميليشيا قوات سورية الديمقراطية التضييق على المدنيين إما من خلال حملات الاعتقال تلك والتجنيد الإجباري، أو من خلال التضييق على الأهالي وفرض الضرائب على مختلف مفاصل الحياة اليومية، يضاف إلى ذلك فرض الإتاوات على التجار ما زاد من سوء الأوضاع الإنسانية، الأمر الذي يدفع بسكان المنطقة الشرقية لمحاولة إيصال صوتهم للجهات الحقوقية والناشطين علّها تلقى آذانًا صاغية لتخليصهم من سطوة التنظيمات الإرهابية التي تتحكم بحياتهم المعيشية.