كرم إبراهيماتفاقياتٌ سريّة وعلنيّة تحاول روسيا جاهدةً الاستفادة منها في أيّ شيءٍ يخدم مصالحها في المستقبل القريب أو البعيد، من خلال الاستيلاء على المناطق السوريّة وما تحويه من منشآت عسكريّة كانت أو اقتصاديّة.وضمن سياسة الاستحواذ على الاقتصاد السوري بعد الاستحواذ العسكري على مطار حميميم واستخدامه كقاعدةٍ جويّةٍ دائمةٍ في سوريا، يأتي ابتلاع مصفاة النفط في بانياس آخر ما قامت به روسيا.نقلت وكالة “آكي” الإيطاليّة عن مصادر في مدينة اللاذقيّة تأكيدها أنّ “القوات الروسية استولت تقريباً على مصفاة بانياس”، التي تعتبر الأكبر في سوريا.وأشارت المصادر أنّ “النظام السوري أخلى بناءً إدارياً من جميع موظّفيه وموجوداته في مصفاة بانياس، وقام بتسليمه للروس، حيث يقيم به الآن ضباطٌ وتقنيون روس، يقومون بالإضافة إلى مهامهم العسكرية بالإشراف على كل ما يتعلّق بالمصفاة وتشغيلها وإيراداتها وخطط عملها، وحتّى القرارات الإدارية فيها دون أن يحتكُّوا بالعمال والموظّفين”.ولفتتِ المصادر إلى أنّ الشركة السوريّة لنقل النفط التي تتّخذ من المصفاة مقرّاً أساسيّاً لها، “باتت مربوطةً بالقرار الروسي أيضاً، ولا يحقّ للإدارة التصرّف دون إذنٍ خطّي مُسبقٍ من الخبراء الروس” وفق تأكيدها.وأتى ذلك بعد يومين من تعهداتٍ سوريّة جاءت على لسان وزير الخارجيّة السوري “وليد المعلم” والذي تعهّد بمنح الشركات الروسيّة الأولويّة في مشاريع إعادة الإعمار، مقابل معوناتٍ من القمح والوقود لسدِّ النقص والعجز الذي يعانيه النظام، وفي زيارةٍ لأعلى مسؤولٍ روسي منذ عامٍ لسوريا، أكّد روغوزين في تصريحاتٍ لوكالة “تاس” الروسيّة، بعد لقائه ببشار الأسد أنّ الوفد الروسي توصّل لاتفاقٍ مع رأس النظام السوري على افتتاح “ممرٍ جمركي أخضرَ” لتصدير المنتجات الزراعيّة السوريّة إلى روسيا، لافتاً إلى أنّ الجانب الروسي سيتمكّن بفضل هذا الاتفاق من اختيار المنتجات التي تناسبه لاستيرادها.وفي إحصائيّة ذكرها موقع قناة روسيا اليوم، فقد ارتفع حجم الشحنات المستوردة من سوريا إلى روسيا خلال العام الجاري بنسبة 274% مقارنة بالعام 2015، إذ بلغت قيمة المنتجات السورية الموردة حوالي 7 ملايين دولار خلال عام2016، مقابل مليوني دولار خلال عام 2015.وكشف روغوزين أنّه عرض على الأسد مشاريع ضخمة في مجال الطاقة والمواصلات، وقال إنّ الشركات الروسية “ستعمل حتى في ظروف الحرب، لتقوم بأعمال بناءٍ وإعادة إعمار، وتساهم في خلق واقعٍ اقتصادي جديد”، حيث شدّد “روغوزين” على أنّ روسيا تحاول تثبيت مصالحها الاقتصاديّة ولمدةٍ طويلة من الزمن في سوريا”.ويأتي هذا بعد اتفاقيّة صادق عليها مجلس الدوما الروسي تسمح لروسيا بنشر القوّة الجويّة في سوريا لأجلٍ غير مسمى وتمَّ منح العسكريين الروس في قاعدة حميميم الروسيّة بريف اللاذقيّة “الحصانة الدبلوماسيّة”، وذلك يخلِّصهم من الملاحقة القانونيّة بحقِّ تلك الجرائم المرتكبة بحقَّ المدنيين في سوريا بشكلٍ يومي، وفي اتفاقٍ سري جرى بين النظام وروسيا كشفته صحيفة “واشنطن بوست” حيث يجرّد سوريا من أي حقّ في التدخل أو المطالبة بمطار حميميم، واعتبار المطار أرضاً روسيّة لا سلطةً سوريّة عليها.لم تتغيّر سياسة القتل والتّدمير والتشريد التي يتّبعها النظام السوري منذ بداية الثورة السورية، ودعماً لتلك السياسة وفي محاولته استعادة زمام الأمور في المناطق الخارجة عن سيطرته وحتى المناطق التي يسيطر عليها، قدم كل التسهيلات للروس على حساب الشعب السوري وممتلكاته.