تقرير – عبد الملك قره محمد
مارس الناشطون وشهود العيان دوراً مهما في مسيرة الثورة تجلى في نقل حقيقة النظام المجرم الذي امتهن سياسة الاعتقالات والإجرام، وهذا ما ساهم في تطوير الوسائل الإعلامية الخاصة في الثورة كالوكالات والصحف والمحطات الفضائية، حيث كان المواطن هو الصحفي والناقل الأول للخبر قبل أي جهة أخرى، وهذا ما أدى إلى تشكل صحافة المواطن التي امتهنها الكثيرون من أفراد الشعب السوري والذين أُطلق عليهم المواطنون الصحفيون.
وانطلاقاً من أهمية المواطن الصحفي ودوره الفعال خلال سنوات الثورة، أطلقت صحيفة حبر فعالية المواطن الصحفي بين الأهمية والتأثير ضمن الفعاليات التي يقيمها ملتقى حبر الاجتماعي في ريف حلب، حيث قامت الصحيفة بدعوة عددٍ من المواطنين والمواطنات الذين مارسوا العمل الصحفي خلال سنوات الثورة بهدف تكريس معنى صحافة المواطنة والتعريف بدورها المهم وأهميتها الكبرى، وذلك وسط تغطية إعلامية من قناة الجسر الفضائية.
حضر الفعالية عدد من العاملين في مجال الإعلام كالصحفيين والمصورين، بالإضافة إلى شرائحَ أخرى ضمت عدداً من المدرسين وطلاب وطالبات الجامعات.
تضمنت الفعالية نقاشاً حول مفهوم صحافة المواطنة وضَّح فيها الأستاذ غسان- مدير الملتقى وأحد مسؤولي التحرير في الصحيفة – مفهوم صحافة المواطنة مؤكداً أنَّ المواطن الصحفي يلعب دوراً مهماً في ظلِّ التقلبات والتغيرات التي يشهدها العالم اليوم وخاصة التأثير الكبير الذي يلعبه الإعلام على المستوى الفردي والشعبي وسياسات الحكومات والدول، كما أنَّ وجود إعلام محايد وموضوعي بات أمراً فيه من الصعوبة الكثير بعد أن سيطرت الأيدولوجيات السياسية والاقتصادية على الصحافة وطوعتها لخدمتها في تحقيق مشاريعها وأهدافها وتحويلها إلى سلعة يمكن احتكارها، ممَّا أضعف حسَّ المشاركة السياسية والاجتماعية لدى الإنسان العادي، فجاءت هذه الصحافة كحركة إعلامية إصلاحية أظهرت مهمة المواطن الصحفي والناقل للخبر حين حدوثه باستخدام شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي قبل الوكالات الإخبارية والروايات الرسمية و غيرها.
وأضاف عن دور صحافة المواطنة في الثورة السورية قائلاً: شكَّل العمل الصحفي خطراً على الصحفيين، حيث لم يسمح نظام الأسد بدخول محطات التلفزة العالمية والمراسلين الإخباريين لتغطية وقائع الانتفاضة الشعبية في أنحاء سورية، وهنا برزت صحافة المواطنة كأول صورة للصحافة الحرة في المناطق المحررة، وتمَّ الاعتماد بشكل كلي من قبل وكالات عالمية على شهادات مواطنين في قلب الحدث وعلى أشرطة فيديو تمَّ تصويرها من قبل ناشطين هم من كانوا نواة المواطن الصحفي. وأسهمت إلى حد كبير في نقل جرائم النظام للرأي العام العالمي كما أنَّها أوقعت كثيراً من قنوات النظام ووسائله الإعلامية في فخ التزوير والخداع في نقل الحقيقة وكشفها كأداة بيد ديكتاتورية مجرم ووسيلة من وسائل القمع خاضعة لسيطرة أفرع الأمن المخابراتية.
ثمَّ تحدَّث الإعلامي محمد الهادي مراسل قناة الجسر الفضائية عن تجربته خلال سنوات الثورة الخمس، وعن بداياته كمصور للمظاهرات رغم عدم توفر الأدوات اللازمة كآلات التصوير وشبكات الإنترنت، ثمَّ انتقاله إلى عدد من الوكالات كقاسيون وغيرها….
ثمَّ استقبل الأستاذ غسان تساؤلات الحضور حول مفهوم صحافة المواطنة، وقد تناول النقاش النقاط العافية:
-آلية تفعيل دور المواطن الصحفي في العملية الإعلامية.
-مدى المصداقية التي يتمتع بها المواطن الصحفي.
-سبل تطوير مفهوم صحافة المواطنة داخل المجتمع.
-أهمية الفعاليات الاجتماعية في التعريف بالمواطن الصحفي.
-الفرق بين المواطن الصحفي والصحفي المهني.
-أهم الصعوبات التي تشكل عائقاً أمام المواطن الصحفي.
-تفعيل دور المرأة كعنصر فعال في العملية الإعلامية.
وقد تناقش الحضور في هذه النقاط وسط بيئة تفاعلية وثقافة حوارية تسعى من خلالها صحيفة حبر إلى غرس بذورها في المجتمع، بهدف تفعيل جميع الشرائح وخلق بيئة للحوار داخل المجتمع السوري يعبر فيها كلُّ شخص عن آرائه من وجهة نظره.
وأخيراً شكر الأستاذ غسان الحاضرين من الرجال والنساء، ودعاهم إلى المساهمة في الصحيفة بهدف تفعيل دورهم في المجتمع، مؤكداً استمرار صحيفة حبر في فعالياتها الاجتماعية وانطلاقاً من دورها كصحيفة اجتماعية عاملة في الداخل السوري.