تحقيق : فارس الحلبي تسير في أحياء حلب وأزقتها وتشاهد عمليات نقل المياه، صغار وكبار وتجمعات حول الآبار وخلافات على الأدوار، ومعاناة المدنيين تزداد يوماً بعد يوم بسبب انقطاع المياه، لذلك قامت صحيفة حبر بالتحقيق حول معاناة المواطن ومهمة المسؤولين في حلب المحررة. بدأنا مع المواطن الحلبي وحديثه عن معاناته أبو محمد من سكان حي الفردوس: قطع المياه سبب لنا عوائق كثيرة والماء أساس الحياة، يعني عايشين تحت القصف والبراميل وعدم وجود الكهرباء والمياه أيضاً، والمرأة تعاني كثيراً بتجميع الغسيل وعائلتي كبيرة يعني كل يومين لازم نغسل، حاليا لا نغسل بالأسبوع غير مرة بسبب صعوبة حصولنا على المياه. علاء من سكان حلب القديمة: كل يوم أنقل للبيت أربعة أو خمسة براميل ماء ولا تكفي، وعملية نقل المياه متعبة وأصبحت مهمة يومية وضرورية، ولكن إلى متى؟ والله تعبنا! يجب إيجاد حل للموضوع. ونقلنا معاناة المدنيين للمسؤولين والتقينا منهم: أبو كامل الحلبي المسؤول عن الخدمات في الهيئة الشرعية: إن سبب انقطاع المياه عن مدينة حلب هو استهداف النظام المتكرر لمحطات الضخ وشبكات المياه الرئيسية والفرعية، يوجد أعطال كثيرة؛ منها عطل في منطقة العويجة وهو خط رئيسي لم يصلح من أكثر من ثلاث أشهر بسبب منع النظام لورشات الصيانة من إصلاحه بعد استهداف “الباكر” أكثر من مرة، ويوجد عطل في منطقة الميدان ولم يصلح أيضاً بسبب رفض النظام وإخلاله بالاتفاقات الأمنية أكثر من مرة, ويوجد تنسيق خدمي بيننا وبين النظام عن طريق الهلال الأحمر السوري لإصلاح الأعطال. وإن انخفاض مستوى سد الفرات هو أمر طبيعي في كل عام بنفس هذا الوقت، والهيئة الشرعية تعمل على توفير مياه بديلة عن طريق تفعيل الآبار ووضع خزانات كبرى “أوكسفارم” بالتعاون مع الهلال الأحمر واللجنة الدولية “مياه وإصحاح” حيث تم تركيب أربعة خزانات كبرى، ولكن دمّر أحدها بسبب القصف ويتم العمل على استبداله، ونقوم بالترخيص على مشروع خزانات صغيرة السعة؛ خمس آلاف لتر بالتعاون مع الهلال الأحمر الهيئة الشرعية. نطمئن الجميع بأن مياه الشرب سليمة وما حدث من تسميم مياه الشرب هو تسريب مياه الصرف الصحي إلى مياه الشرب في منطقة الميدان، نتيجة العمليات العسكرية والقصف العشوائي للنظام، وتم حل المشكلة بنفس اليوم ولم تتأثر المناطق المحررة بالحادثة إلا أنه تأثرت بعض مناطق سيطرة النظام. المهندس مضر بدوي رئيس شعبة المياه في المجلس المحلي: هناك أسباب أعطال كثيرة منها وجود مضخات متضررة بسبب قربها من الاشتباكات وعدم توفر قطع واكسوارات لصيانتها، وانخفاض ضخ مياه نهر الفرات لأن النظام يقوم بتوليد طاقة كهربائية على حساب المنسوب التخزيني للمياه، وعدم وصول المياه لبعض المناطق وخصوصاً المناطق الغربية سببه أن تغذيتها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في حلب الجديدة. نحن استطعنا تأمين المياه لبعض أحياء المنطقة الشرقية ولدينا صهاريج توزع المياه على الأحياء بشكل دوري وعلى المؤسسات الثورية والعامة. الإدارة العامة للخدمات