سنوات من الألم والقهر والمعارك الضارية قاساها أهل الشموخ والمروءة العربية في مدينة دير الزور السورية ذات الموقع المتميز على الضفة الغربية لنهر الفرات، فمساحتها مهمة وكبيرة، وأهمية إنتاجها النفطي باتت مطمع الجميع.
لطالما كانت ثرواتها مصدر خير لتصبح اليوم مطمعاً لتكالب القوى الاستعمارية والاستغلالية عليها.
لم يرضَ النظام السوري المجرم المعتدي على السيادة السورية أن ينعم غيره بثروات دير الزور، إذ يعتبرها ميراثه الشخصي من عائلة ورثت باستبدادها حكم سورية بما فيها…
وحده الشعب السوري صاحب الحق الحقيقي في ميراث أرضه وخيراتها.
وحده الشعب السوري من ذاق الألم والجوع والحصار والتشرد ليحافظ على أرضه وموقعها ووجودها التاريخي لينقذها من يد الغدر.
أعوام من سيطرة تنظيم الدولة على دير الزور الذي عاث فيها فساداً لا تطيقه أرض ولا بشر، قاسى فيها أهل الدير أشد المعارك الطاحنة مع تشدد التنظيم وإرهابه وتدخله القسري في حياتهم.
أملٌ بالخلاص النهائي لأهالي الدير من تنظيم الدولة في آخر معاقله في سورية بعد تصريحات روسية باقتراب الانتهاء من التنظيم مازال في صدورهم المتعبة اللاهثة للحرية في رحلة الخلاص.
تمكن النظام السوري من السيطرة عليها كاملة بمآزرة حليفه الروسي الداعم الأول له والمخطط لعملياته للوصول الى أهدافه ومصالحه الاستعمارية في المنطقة، وكذلك مساعدة المليشيات الإيرانية الحليفة الأخرى.
بمشهد دخاني يملأ سماء المدينة السمراء المهجورة وشوارعها الخالية وأطلال أبنيتها، خرج تنظيم الدولة منها ليسيطر عليها النظام السوري مجدداً
فمن عدو إلى عدو …. ومن استعمار إلى استعمار
تتعددت الوجوه …. والغايات واحدة
وسوريتنا المغتصبة بين أيديهم الحاقدة تستغيث بشعبها وأرضها
وأنين الجروح تنظر غدها القريب الموعود
حريةٌ منشودة معلقة …وشعبٌ مكلوم يناشد الخلاص …. وأرضٌ صامدة رغم الألم.