زياد حاج حمادة
ما إن بدأت هدنة إيقاف إطلاق النار بين النظام والثوار، حتى بدأت سلسلة الخروقات من قبل النظام والمليشيات التي تدعمه في عدة مناطق، حيث وثَّق المرصد السوري لحقوق الإنسان هذه الخروقات في شمال حلب وإدلب وحماة ووادي بردى.
والسؤال هنا: هل أصبح النظام القوة الأوحد في هذا العالم حتى لا يلتزم بأي اتفاق غير آبه بقرار مجلس الأمن والدول العظمى؟
إنَّ النظام يستمد قوته من ضعف القوى المعارضة وتشتتهم؛ فمازال النظام يستمر بخروقاته للهدنة، ويقابله صمت من قبل الفصائل الثورية على كافة الجبهات، وهم ينتظرون صمت المجتمع الدولي ليتخذ قراراً يحمّلهم مسؤولية خرق الهدنة، وهذا ما حصل من قبل الأمم المتحدة عندما حذّرت من كارثة إنسانية يتعرض لها المواطنون في دمشق نتيجة انقطاع مياه الشرب، واضعين على أعينهم الستار في معرفة من هو وراء ذلك الانقطاع.
كأنَّ سيناريو شرق حلب اتُفِق عليه ليتكرر في وادي نهر بردى، خاصة أنَّ كلاً من روسيا وتركيا كان موقفهما من هذه الخروقات ليست على الحدِّ المطلوب منهما كضامن لسريان الهدنة، ولا سيَّما بعد تصريحات الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية عندما قال: ” إنَّ الاتفاق لا يشمل المنظمات الإرهابية التي حددتها الأمم المتحدة “.
فهو بهذا التصريح تعطي روسيا النظام التبرير للاستمرار في خروقاته، ومن جانب آخر إشغال المعارضة بمؤتمر الأستانة والتحضير له ريثما يسقط وادي بردى، ومن ثم ننتقل إلى سيناريو جديد.