قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،في تغريده على حسابه على موقع تويتر، إن الوقت قد حان للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، التي احتلها الجيش الإسرائيلي في حرب عام 1967.
وكتب ترامب في تغريدته “بعد 52 عاما، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي”.
وقد ردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ترامب على موقع تويتر وشكره “لاعترافه الشجاع بسيادة إسرائيل على الجولان”.
وأكدت الخارجية في النظام أن استعادة الجولان حق أبدي لن يخضع للمساومة أو التنازل ولا يمكن أن يسقط بالتقادم، مشيرة إلى أن الشعب السوري أكثر عزيمة وتصميماً وإصراراً على تحرير هذه “البقعة الغالية” من ترابه بكل الوسائل المتاحة، بيان فارغ يكرر نفسه منذ سنوات.
وأضافت في معرض ردها على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن استعادة الجولان من الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي لا تزال اولوية في السياسة السورية، مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة إصدار موقف رسمي لا لبس فيه.
تسليم الجولان
في صباح اليوم الخامس من يونيو/حزيران 1967، بدأت حرب إسرائيلية أشبه بنزهة جوية، لكن نتيجتها ما زالت تحفر في الذهن العربي بعد خمسة عقود من وقوع الكارثة التي سميت على سبيل التخفيف “نكسة”.
واحدة من أشد المآسي العربية حضورا وغموضا في آن “سقوط الجولان”.. هل سقطت هضبة الجولان الحصينة في حرب الأيام الستة، أم سلّمت تسليما؟
لم يستغرق احتلال الجولان المحصنة سويعات قليلة والشهود من الصف القيادي العسكري والسياسي في تلك الفترة تحدثوا عن الشبهات، تحدثوا بالتفصيل عن أوامر بعدم القتال، وعن جبهة باردة في الجولان الحصين، بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تمسح الطائرات المصرية من الوجود وهي في مرابضها.
يقول ضابط سوري بجبهة الجولان: كان بإمكان الطيران السوري والعراقي مواجهة الطيران الإٍسرائيلي وهو عائد من ضربته لمصر، فارغا تقريبا من الوقود، وليس بإمكانه القتال، لكن القيادة السورية لم تصدر أوامر بالقتال لجنودها.
الضابط الأردني في القدس إبان 1967 غازي ربابعة قال: إن الملك حسين طلب من السوريين معونة جوية بمشاركة طائرات عراقية وأردنية لتوجيه ضربة للطائرات الإسرائيلية العائدة من مصر فرد عليه حافظ الأسد في تلك اللحظة المهمة “إن طائراتنا تقوم برحلات تدريبية”.
الشبهة التي أجمع عليها من تحدث من ضباط سوريين وسياسيين هي البيان رقم 66 الذي دفع به وزير الدفاع حافظ الأسد ليذاع في إذاعة الجمهورية العربية السورية في اليوم السادس والأخير من الحرب. يقول البيان للشعب إن القنيطرة سقطت في يد “العدو” بعد قتال عنيف.
لكن القنيطرة لم تكن قد سقطت، فلماذا يصدر حافظ الأسد بيانا “كارثيا”، بحسب وزير الإعلام آنذاك محمد الزعبي؟
بلهجة ساخرة، يقول المختص الإسرائيلي في الشأن السوري إيال زيسر “نحن تعودنا دائما أن تذيع بعض الإذاعات العربية بلاغات عن انتصارات لم تحصل، البيان هذه المرة كان عن هزيمة لم تحصل بعد”.
كان يمكن -كما يضيف الزعبي- القتال في الجولان، وعلى الأقل جعل كلفة احتلال كل سنتيمتر من الجولان مُرة في حلق الإسرائيليين، “أما أن يؤخذ الجولان على البارد فهذه مؤامرة”.
بعد ستة أعوام على سقوط هضبة الجولان تخوض سوريا حرب 1973 لاستعادتها، تتقدم القوات السورية ثم لا تلبث أن تتراجع عن بشرى انتصار أولى، لتنكفئ فلا يعود الجولان وحده المحتل، بل 23 قرية إضافية.
ينجم عن هذه الحرب اتفاق فض الاشتباك عام 1974، فانسحبت إسرائيل مما احتلته بعد الجولان، وبقي هذا الأخير ينعم بهدوء مريب، وسُمح للنظام السوري أن يدخل لبنان، بينما بقي الجولان هادئا الهدوء ذاته الذي كان صبيحة سقوطه في 1967.