أحمد نعسان |
كان نهر العاصي سابقًا يزود المزارعين بالمياه، ولكن دوام الحال من المحال بعد أن عمدت قوات النظام إلى إغلاق مياهه في سهل الغاب، وتحديدًا في قرية (الشريعة) التي سيطرت عليها مؤخرًا مطلع العام الماضي، لتضع حواجز ترابية بهدف خفض منسوب المياه في المناطق المحررة في سهل الغاب وريف إدلب .
التقت صحيفة حبر (عمار الخليف) رئيس جمعية المياه في سهل الغاب، للحديث عن حيثيات الأمر، حيث أفادنا بقوله: “بعد أن تم قطع الكهرباء عن جميع قرى سهل الغاب منذ أكثر من خمس سنوات من قبل قوات النظام، عمدت قوات النظام في هذه الفترة إلى قطع المياه عند المناطق المحررة بوضع (سكرات ترابية) وإغلاق مياه نهر العاصي في قرية (الشريعة).”
وأضاف (الخليف): “يمرُّ نهر العاصي خلال سهل الغاب من الجنوب إلى الشمال بفرعين الطليان، والألمان يمتدان من قرية حورات عمورين جنوب السهل ليلتقيان في قرية القرقور شمال الغاب، ليروي بذلك جميع قرى السهل، وبعدها يمتد إلى قرى ريف إدلب ابتداءً من قرية الكفير، ومن ثم إلى مدينة جسر الشغور، وبعدها دركوش، ومنها يدخل الحدود التركية.”
ويضيف: “إن قوات النظام تهدف إلى قطع المياه عن قرى الشمال المحرر لتوفير المياه للقرى الموالية مثل (جورين، وشطحة، وعين الكروم، ونهر البارد ونهر الطيب).”
(عبد القادر سليمان) مزارع في سهل الغاب يقول: “رغم كل القصف الذي استهدف قريتي في سهل الغاب، لم أخرج منها بل بقيت صامدًا في بيتي لكي أزرع أرضي وأجني منها قوة يومي وأسد جوع أولادي بعيدًا عن ضجيج المخيمات، لكن قوات النظام لم تكتفِ بالقصف بكل أنواع الأسلحة على تهجيرنا وحرق محصول القمح، حيث اتعبت وسيلة جديدة لتجبر سكان هذه المنطقة على تركها بعد أن قامت بوضع حواجز ترابية لقطع مياه نهر العاصي عن المزارعين التي أصبحت قليلة جدًا، حيث تشاركت أنا وبعض المزارعين بوضع سكرات ترابية صغيرة لتجميع بعض المياه المتبقية والاستفادة منها بري المزروعات، هذا الأمر لا يكفي حاجتنا لسقاية وري الخضراوات والمساحات المزروعة.”
قطع المياه لم يُصب الفلاحين فقط في هذه المناطق، إنما هدد العاملين في مجال تربية وصيد الأسماك ليطولهم الضرر أيضًا.
(محمد الخالد) صياد أسماك في سهل الغاب يقول: “تشتهر منطقة سهل الغاب بتربية وصيد الأسماك وبيعها في أسواق الشمال المحرر، فبعد أن سيطرت قوات النظام على جميع المسامك في قرى سهل الغاب الجنوبي، لجأ مربو وصيادو الأسماك للصيد من نهر العاصي، ولكن بعد أن قام قوات النظام بوضع سكرات ترابية، وهذا أدى لنفوق أعداد كبيرة من الأسماك جراء انخفاض مياه النهر، حيث أصبحت الثروة السمكية مهددة بالانقراض في قرى سهل الغاب وريف جسر الشغور والشمال المحرر.”
ويختم (الخليف) بأن النظام يريد قطع جميع سبل العيش في سهل الغاب، سواء من زراعة أو تربية مواشي أو صيد أسماك، واستهلاك المياه واستجرارها إلى المناطق التي تسيطر عليها قواته.