أوقفت المدارس دوامها في ظل القصف العشوائي المكثف الذي تشهده مدن وبلدات الغوطة الشرقية في الفترة الأخيرة، ما أثر سلبا على سير تعلم الطلاب في الغوطة لطول المدة التي حُرموا بها من الذهاب إلى المدرسة.
ففي السادس من الشهر الجاري كانت بداية العطلة القسرية التي استمرت دون انقطاع حتى يومنا هذا، هذه العطلة سببها الرئيس الخوف الكبير من استهداف المدارس لأنه تم قصفها من قبل ما أدى إلى مجازر بحق الأطفال، وكذلك ازدياد القصف بالطيران الحربي وصواريخ الفيل وقذائف المدفعية وغيرها بعد محاولة قوات النظام استرداد المناطق التي خسرتها في مدينة حرستا في معركة “بأنهم ظلموا” الثوار بدورهم قاموا بإطلاق المرحلة الثانية من المعركة التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
النظام يركز قصفه على المدنيين في بلدات الغوطة مع قصفه المركَّز على جبهات القتال، ما أدى إلى وقوع مجازر مروعة بحق المدنيين، ففي مدينة سقبا سقط بناء خلَّف 16 شهيداً معظمهم أطفال ونساء، كذلك الأمر في بلدة حمورية وغيرها من مدن وبلدات الغوطة.
كل ذلك يمنع القائمين على المدارس في الغوطة الشرقية من البت بموضوع متابعة الدوام.
وفي حديث خاص لصحيفة حبر عن الواقع التعليمي الحالي في الغوطة مع “أنس الشامي” نائب مدير مجموعة آمال التربوية العاملة في المجال التعليمي التربوي يجيبنا عن عطلة المدارس القائمة: “أعتقد أن تستمر العطلة الحالية إلى بداية الشهر الثاني، وربما أكثر في حال استمر نظام الأسد بقصفه المدنيين وخصوصا المناطق المأهولة بالسكان مثل (مسرابا مديرة حرستا حمورية وسقبا وغيرها .. ) وهذا يسبب تدهوراً كبيراً جداً في الواقع التعليمي بسبب العطلة التي تتكرر من وقت لآخر”
وتابع أنس “في الفترة الماضية تعرضت مدرستنا لقصف بطائرات النظام، فخرجت المدرسة عن الخدمة بشكل كامل، الحمد لله لم يكن بها طلاب، لكن كان الوضع كارثيا بالنسبة إلى حال البناء وتصدع الأساسات.”
وفي سؤالنا عن حل بديل أجاب: “وجهتي نظري لا يوجد حل لتحسين المستوى التعليمي في الوقت الحالي إلا إذا تم إيقاف النظام عن قصف مدن وبلدات الغوطة بشكل كامل، لا أحد من الأهالي يقبل إرسال ابنه إلى المدرسة وطائرات النظام تجول في سماء الغوطة”.
أطفال تريد مدارسها لكن ليس باليد حيلة
صورة أرسلها طفل إلى مديرته كان قد زينها واهتم بها مكتوب فيها: “بدي مدرستي ” ظناً منه أن مديرته هي من ستعيده إلى المدرسة، والأمر ليس كذلك، فقصف قوات الأسد للمناطق السكنية هو الذي يتحكم بدوام المدارس أو إيقافها.
قوات الأسد لم تتوقف عن استهدافها للمدنيين والتجمعات السكنية طيلة الشهر المنصرم، مع أن الوعود الدولية تقضي بحلول نهائية للأزمة في سورية مطلع الشهر الأول من سنة 2018، لكن لم يكن لأي من تلك الوعود تنفيذ على أرض الواقع.