ما قامت به جامعة حلب في المناطق المحررة يدعو الجهات المسيطرة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة ضدها وضد سياستها التعليمية.
فتحت جامعة حلب باب التعليم العالي أمام كل الطلاب السوريين منذ انطلاقها في العام الدراسي 2015 – 2016 وشجعتهم على إكمال تعليمهم الذي توقف في جامعات النظام، فعاد عدد كبير منهم إلى الحياة الدراسية وتحسن الواقع التعليمي بشكل كبير؛ لأن معظم الطلاب أصبحوا مهتمين في الدراسة بعد أن أصبح المستقبل أقل غموضًا أمام الطلاب الذين كانوا يحصلون على الشهادة الثانوية فقط دون أي أمل في الاستمرار.
لكن الجهات الأمنية والتعليمية أخرجت كليات جامعة حلب من ريف إدلب وذلك نتيجة ما قامت به، فقد كانت رسوم الجامعة مرتفعة جدًا تصل في بعض الأقسام إلى 50 دولاراً سنويًّا في حين كانت رسوم الجامعات الأخرى لا تزيد عن نصف دولار، كما أن جامعة إدلب كانت تحت إدارة مدنية، أما جامعة حلب الحرة تتبع لأيادٍ خارجية ويدرس فيها مدرسون ودكاترة تابعون لإدارة عسكرية!
منذ أكثر من ثلاث سنوات كان يومي الأول في الجامعة، كنت فخوراً وأنا أحمل بطاقتي الجامعية ذات الرقم 1 كانت كليتي “كلية الآداب” في دارة عزة، يومها لم أكن أتصور أن أنهي السنة الأولى في ظل الظروف الأمنية، وبالفعل قُصفت الكلية واضطررنا للانتقال إلى مدينة الدانا، واجهتنا مشكلة التبعية لحكومة الإنقاذ، المظاهرات الطلابية خرجت لترفض الانضمام خوفاً من الدخول تحت الإدارة المدنية المُعَسكرة في إدلب التي يمكن أن تحرم الطلاب من حلم الاعتراف.
من خرج في المظاهرات اُضطر للخروج من كليته وتلقي المحاضرات في العراء وازدادت أعداد الطلبة، فالحضور في العراء كان حافزًا للجميع.
ومع استمرار المضايقات أُخرجت هذا العام كل الكليات من سرمدا والدانا إلى الأتارب في ريف حلب بقرار من المجالس المحلية وحكومة الإنقاذ بعد أن كانت الجامعة الأكثر انتشارًا في حمص وحلب ودرعا والغوطة وإدلب وغيرها من المناطق المحررة.
هل الانضواء تحت مظلة الإنقاذ يبيح للجامعات القيام بأي شيء؟! لماذا تصمت حكومة الإنقاذ عن المفاضلات المتدنية التي أصدرتها بعض الجامعات؟! لماذا تُبيح للجامعات أن تتجاوز رسوم التسجيل فيها حدَّ الألف دولار؟! لماذا لا يكون المعيار العلمي هو المحرك الأساسي للتحركات المتخذة بحق الجامعات؟! وما ذنب الطالب ليكون السلعة المنافَس عليها بين الحكومات والجامعات؟!
الشيء المثير للجدل هو افتتاح مجلس التعليم في إدلب لجامعة النهضة في مراكز وكليات جامعة حلب نفسها، ممَّا أثار جدلاً واسعًا على مواقع التواصل تباينت بين الغضب والاستهزاء، فما الذي ستضيفه جامعة النهضة لطلاب المنطقة؟! هل أصبحت التبعية معيارًا للبقاء على الأرض؟! علمًا أن عددًا من الطلبة سيواجهون مشكلات في الوصول إلى موقع جامعة حلب الجديد، وبذلك يكون الطالب الخاسر الأبرز.
بعض التعليقات التي انتشرت على مواقع التواصل:
“تعرف جامعة النهضة على أنها الجامعة التي قامت على ما نهب من جامعة حلب الحرة.
المال المغصوب محرم شرعًا، كيف سيبدأ طلاب جامعة حلب الحرة دوامهم في ظل مخابرهم وقاعاتهم وورقياتهم الغائبة والمستولى عليها جهارًا نهارًا؟!”
“طيب يعني شو فرقكن عن النظام؟! ما خليتوا جامعة حلب الحرة تاخد عدتها وسرقتوها منن، والآن جايين تقولوا ‘منا ومنكم’ يعني ليش ما بتقولوا نحنا بدنا نسرق الجامعة وخلص؟! الله سبحانه ما بضيع حق حدا”
“الجامعة التي نهضت على أكتاف طلاب جامعة حلب وعلى ما سطيتوا عليه من أبنية ومعدات تابعة للجامعة، لعنة الله عليكم ..”
“جامعة النهضة في الدانا نهضت على حساب مستقبل طلاب جامعة حلب الحرة وأدواتهم المسلوبة برعاية ما يسمى مجلس التعليم المتعالي في حكومة الإنقاذ وكل من يدعمها مدرسًا أو طالبًا يعدُّ شريكًا في الجريمة.”
ويبقى السؤال أي نهضة ننتظر بإغلاق جامعة كانت الأكثر انتشارًا والأقل أقساطًا؟
1 تعليق
فهد
يعني جامعة حلب احسن كلهم انجس من بعض لو يصحلهم بيعملو اكتر