تبدو الهجرة إلى أوربا هي الشغل الشاغل لكثيرٍ من السوريين اليوم، بين مهاجرٍ ومؤيدٍ ومعارض، الأوّل لا يهتم كثيراً لرأي غيره، يريد أن ينجو، يستمتع بعبارات من يشجعه، فهي تريح ضميره الذي يستفيق بين فينة وأخرى حول الواجب وخطورة الطريق، والخوف من فقدان كل شيء دفعة واحدة .ببساطة يستطيع مهاجمة من يعارض هجرته .. فلا بديل أمام بلدٍ صارت تأكلها الحرب، ليس فيها ما يحفظ أي حقٍ له إذا أراد أي ولدٍ ممن يحملون السلاح أذيته، أطفاله بلا تعليم منذ أعوام، صَبرَ خمس سنوات دون أن يتغير أي شيء، بل ويزيدك بيتاً من الشعر، أنه سيعود يوماً ليشارك في البناء عندما تنتهي حربكم أو ثورتكم التي تدافعون عن مبادئها التي ديست تحت أقدام حملة السلاح، حيث لا صوت يعلو على صوت الرصاص .هناك مبررات أخرى كثيرة للمهاجر يرى المنصّف فيها حقاً شخصياً لا أحد يستطيع سلبه، ولكن ..هذا الاستدراك من اختصاص المعارضين لفكرة ترك البلاد، يخافون أن تتغير هويتك، دينك، قضيتك إذا لم تبعها عند أول حدودٍ تقطعها، يخشون من إفراغ البلاد من كوادرها فلا يبقى من يحمل عذابات المستضعفين غير القادرين على الهجرة، يرونك طبيباً لم يعد يوجد غيرك فلمن تترك المرضى، معلماً قلَّ من هو باختصاصك فلمن تترك آلاف الطلاب ممن لا معلم لهم، مهندساً ورياضياً، سباكاً أو حداداً أو نجاراً، كن من تشاء فلم يتبق منك الكثير .يتفهمون أنك تريد أن تنجو .. يتفهمون مصالحك الشخصية، ولكن يحاولون أن يذكروك بأنك و .. هم، أبناء تراب واحد … المدير العام / أحمد وديع العبسي