حوالي الثلاثة أشهر مضت على إعلان مناطق تخفيف التّوتر عقب اتفاقٍ روسي تركي إيراني في مؤتمر الأستانة، إذ من المفترض أن يشمل خفض التوتّر جميع المناطق الخارجة عن سيطرة النظام باستثناء مناطق سيطرة تنظيم الدولة.
صحيفة حبر طالعت آراء مجموعة من الناس حول الهدنة المفترضة، وفرص نجاحها وديمومتها.
وقد تمحورت هذه الآراء حول عدة زوايا في هذا الإطار منها:
- التفرّغ لبعض المناطق على حساب مناطقَ أخرى.
يرى أحمد مدرس اللغة الإنجليزيّة “أنَّه لا قيمة للهدنة طالما لا يوجد رادعٌ للنظام يمنعه من خرقها متى يشاء وحيث يشاء” ويتابع قائلاً: “صحيح أنَّ الأعمال العسكرية في الشمال السوري شبه متوقفة، لكن في درعا والغوطة الشرقية لم تتوقف أبداً، وكأنَّ النظام جمَّد جبهة على حساب جبهةٍ أخرى، وهو مشغولٌ الآن بمعارك البادية والرقة، وعندما تنتهي تلك المعارك سيعاود القصف هنا مجدداً”.
أبو مصطفى صاحب محلٍ تجاري يرى” أنَّ الهدنة جيدة، وهي أفضل المتاح في الوقت الراهن، فبمجرد ما توقَّف الطيران عن القصف عادتِ الحركة للأسواق من جديد مع عودة نسبة جيدة من النازحين لمدنهم وقراهم لتُكسر حالة الجمود الاقتصادي في المناطق المحررة”.
- تردّي الوضع الأمني والاقتتال بين الفصائل أقسى من قصف النظام.
يتحدّث سعيد طالب التربية في جامعة إدلب بحرقة قلب “كنت أعتقد أنَّنا سننعم بفترةٍ من الهدوء تُنسِينا مؤقتاً ألم الحرب، نتمكّن فيها من متابعة الدراسة بسلام، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، فالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة بين الحين والآخر أصبحت هاجساً للكثير، ناهيك عن الاقتتال بين الفصائل، ونشر الحواجز، وتسيير الأرتال، وقطع الطرقات”، ويتابع سعيد: “في ظلِّ غياب المعارك مع النظام تفرغت الفصائل لقتال بعضها”.
صحيفة حبر وجهت جميع هذه التساؤلات للقيادي في الجيش الحر مجد أبو النور فأجابانا بالتالي: ” بالنسبة إلى الهدنة نحن كفصائل مقاتلة في حالة تحسبٍ دائم لأيّ خرق على الأرض، وفي حالة استعداد دائم لمواصلة القتال في أي لحظة، نحن لسنا راضين عن الهدنة في شكلها الحالي، لكنَّها فرصة لإعادة رصِّ الصفوف من جديد، وهي متنفس للمدنيين.
وبالنسبة إلى الفوضى الأمنيّة، لا شكَّ أنَّ النظام لن يدع المناطق المحرّرة وشأنها، وسيسعى لإشعال الفوضى، ولقد قمنا بعدة حملاتٍ أمنيّة، وألقينا القبض على خلايا تابعة للنظام وأخرى لتنظيم الدولة.
أمَّا موضوع الاقتتال بين الفصائل، فلا شكَّ أنَّه مرفوضٌ ومدان، وهو أمر يحدث منذ زمن، لكن مؤخراً أصبح يأخذ ضجةً إعلاميّة، وهناك تهويلٌ لما يحدث على الأرض من قبل الإعلام”.
ما بين متفائلٍ ومتخوفٍ لما بعد هذه الهدنة تنقسم الآراء، فالبعض يراها بوابة لحل دائم للوضع في سورية، وآخرون يرونها بداية لمشروع التقسيم، وتحويل المناطق المحررة إلى قطاع غزة جديد.