بقلم راوية عبد الرحمن
تسعى اﻷنظمة التربوية في الدول التي تهتم بمستقبل أبنائها إلى الموازنة بين معارف عصر المعلومات والحداثة، وبين القيم المراد زرعها في نفوس الناشئة، ولذلك يعملون بشكل مستمر على تحديث عملية التربية والتعليم والاستفادة من التقدم التقني وتوفير أساليب إبداعية جديدة تتناسب والمجتمع الجديد، وتربط بين عملية التعليم ونتائجها في الواقع التطبيقي، وهذا ممَّا لا شك فيه يستلزم جهودا عظيمة في مجال إعداد الوسائل المناسبة والتدريب على تقانة المعلومات وتوفير البرمجيات.
لم تعد النظرة إلى عملية التعليم كما كانت عليه قبل من حيث هي إنشاء خزان معرفي مليء بالنظريات والمهارات اﻷساسية واﻹجابات السريعة عن أسئلة مجاب عنها سابقا، بل أصبح التعليم يرتكز على بناء اﻹنسان الفاعل ضمن المنظومة الاجتماعية، ويرتكز على نمط الحياة الجديد، وهذا يستدعي أن تكون الوسائل المستخدمة في هذا المجال مختلفة عن تلك التي كانت قديما.
ولذلك كان لا بدَّ من العمل على تطوير اﻷدوات والوسائل بحيث تتناسب وبيئة العلم المتنوعة وتراعي مواقف المتعلمين واختلاف اتجاهاتم وتعدد ثقافاتهم، للحصول على النتائج المرجوة، ولينتقل المتعلم انتقالا حقيقيا من دائرة النظريات واﻷقوال إلى فضاء العمل واﻹنجاز.
إنَّ دور التقدم التقني في تطوير الوسائل التعليمية الحسية السمعية والبصرية لا يخفى على أحد، فنرى إضافة إلى الكتب المطبوعة والمراجع التخصصية أجهزة العرض المختلفة والمخابر المجهزة على مستوى عالٍ، وكلُّ هذا ساعد على تحسين طرق عرض المادة العلمية للطلاب، والتغلب على مشكلات التواصل المعرفي.
أهمية الوسيلة التعليمية:
تأتي أهمية الوسيلة التعليمية من كونها تساعد الطلاب على تلقي المعلومات تلقيا سلسا مرتبطا بموقف هو استخدام الوسيلة، كما تفتح لهم باب اكتشاف المعلومة والوصول إليها من تلقاء أنفسهم، وتساعدهم على تعويض نقص المعلومات لديهم بوقت زمني قصير، وتساعد على عملية التركيز وتضفي على المادة حركة ونشاطا بحيث تبعد عنهم الملل والرتابة، فتحفز أذهانهم وتجعلهم في حالة ترقب لكل ما هو جديد في القاعة الدرسية، ويستطيع المعلم باستخدام الوسائل المختلفة الانتقال من المستوى اللفظي إلى المستوى الذي يتضافر فيه الحسي والسمعي والبصري، فيكون هذا الانتقال أيسر للفهم وأكثر فائدة من العبارات المجردة من المواقف الانفعالية المختلفة.
وتبرز أهمية الوسيلة أيضا باعتبارها أداة تساعد على التقويم، فمن خلالها يقوم المعلم قدرات طلابه على الفهم والتحليل والتفكير، وأيضا تختصر له الوقت والجهد، كاستخدام الحاسوب في عملية التصحيح، وفي تخزين بيانات المعلومات التي تساعده على استكمال التقويم في نهاية الفصل أو العام.
ما هي شروط اختيار الوسيلة التعليمية؟
ولكيلا تصبح الوسيلة عبئا على كلٍّ من المعلم والطالب فتعمل عملا سلبيا هدَّاما، كان لا بدَّ من أن تتوفر في الوسيلة المستخدمة بعض الشروط منها:
1. أن تكون جاذبة للطلاب، محرضة على التفكير، محفزة على العمل.
2. أن تكون واقعية سهلة الاستخدام.
3. أن تتلاءم مع احتياجات الطلاب المتنوعة.
4. أن تختصر الجهد والزمن على كل من المعلم والطالب.
5. أن تكون مناسبة للموضوع الذي اختيرت له.
6. أن يتوافق محتواها مع الرسالة التربوية وأهدافها.