لينا العطار |
كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن طرق المذاكرة الفعّالة، وخرج إلينا كثير من الطلاب والأساتذة بنظريات مختلفة وأفكار لا تعد ولا تحصى، حتى أنّك لو أحصيت المقالات عن طرق المذاكرة الفعّالة لوجدتها توازي في الكم مادة من موادك الجامعية، وبالتالي لن تقرأ منها شيئًا، وستقفل الموقع وترسل لنا تشكو تناقض الأفكار والمواد التي نطرحها.
لذلك، في هذا المقال سأحاول معك مرةً أخيرة كي تقرأ لنا عن طرق المذاكرة الفعّالة، وأعدك أنّ هذا المقال سيفيدك ويعطيك أفضل طريقة للدراسة، والتي ستحصل من خلالها على أفضل الدرجات، وهي وصفة سرية توصلت لها بعد طول بحث وتجربتها من قبل الطلاب، ولن أبوح لأحد بها سواكم … فأرجوكم لا تخبروا أحدًا بها:
– نمط التعلّم: تعتبر أنماط التعلم المعروفة بـ VARK، والتي وضعها نيل فليمنغ لتصنيف طريقة تعلّم الطلاب، وفهمهم للمعلومات، وهي النمط البصري، السمعي، الحسي والحركي، وحين تعرف نمط التعلّم الخاص بك، فإنّه سيكون من السهل عليك أن تختار الطريقة التي تعرف أنّها ستفيدك من الطرق الكثيرة.
فلو كنت شخصًا يتمتع بنمط تعلّم سمعي، وقرأت أنّ الخرائط الذهنية تساعد كثيرًا في حفظ المعلومات وتثبيتها، فلن تضيع وقتك بتجربتها؛ لأنّها تناسب نمط التعلّم البصري أكثر.
يمكنك معرفة نمطك من خلال هذا الاختبار البسيط لنموذج Vark.
– أنواع الذكاء: الأمر الآخر المهم للغاية، والذي عليك معرفته هو نوع الذكاء الخاص بك. وضع هوارد جاردنر نظرية الذكاء المتعدد ليثبت أنّه ما من شخص غبي، الغبي فقط هو من لا يجيد استثمار قدراته وتنميتها، وعلى هذا فإنّ معرفة أنماط الذكاء المتفوقة عندك تساعدك أيضًا على اختيار طرق المذاكرة المناسبة لك، أو ربما ابتكار طريقة خاصة بك وتسميتها باسمك.
جرب هذا الاختبار لمعرفة نوع الذكاء الخاص بك.
التجربة خير برهان:
تنوع طرق المذاكرة وكثرتها يشبه تنوع وكثرة وصفات الريجيم التي تقرؤها على الإنترنت، أو تسمع عنها في الاجتماعات العائلية ومع الأصدقاء، والشيء المشترك الذي ستجده بين كل هذه الطرق هو فكرة واحدة: (التجربة) … فلان قام بتجربة ذلك المشروب العجيب والمكوّن من خلطة تبدو كأنّها تعويذة، ونجح في خسارة عشرة كيلوغرامات في أسبوع واحد، فتهب أنت لتجرب تلك الوصفة وتتحمل طعمها الذي يكون كريهًا غالبًا، وربما يجعلك تفقد شهيتك، لكنك لا تفقد ذات الوزن، وتعتبره نصابًا أو كاذبًا يرفض الاعتراف بقيامه بعملية تصغير المعدة!.
قد لا يكون كاذبًا، لكن لكل شخص عقلًا وجسدًا وروحًا بصمته المميزة التي تجعل الطريقة التي تناسبك لا تناسب غيرك. لذلك، معرفة نفسك أولًا، والتجربة ثانيًا ستساعدك على إيجاد توليفتك الخاصة، ووصفتك السرية للمذاكرة.
كما تقول أم كلثوم: وصفوا لي الصبر … لقيته خيال …
يصبح الأمر بالنسبة للطلاب أشبه بالمستحيل، ويبحثون عن وصفة سحرية تعطي مفعولًا سريعًا كأنّها عصى هاري بوتر التي يحركها ليصبح كل شيء مرتبًا في مكانه، أو الدواء الذي يعالج كل الأمراض! …
لكن تغيير طريقة المذاكرة، والتعود على طريقة جديدة مختلفة أمر ليس سهلًا، وربما تجد أنّك لن تحصل على النتيجة المرجوة في البداية، أو أنّك استغرقت وقتًا أطول مما اعتدت عليه، وستتهمنا بالنصب والاحتيال عليك وإعطائك وعود كاذبة، لكن ككل شيء جديد هو يحتاج بعض الوقت من التدريب والتعود عليه، والاقتناع بفائدته حتى تجد النتيجة التي تبحث عنها منه.
إن كنت ممن يحصل على درجات عالية في الامتحانات، ويستمتع أثناء المذاكرة أيًا كانت الطريقة التي تدرس بها، فلا تلتفت إلى ما يقولون … الشخص النحيل لا يهتم بوصفات الريجيم ولا يفكر في تجربتها؛ لأنّه يرى أنّه لا يحتاجها، فلا تقم بتجربة أي طريقة مالم تكن تعرف أنّك بحاجة إليها، وما تقوم به الآن ليس مفيدًا بالنسبة لك.
أين الوصفة السرية؟
كي لا يرسل لي أحد يسألني عن الوصفة السرية التي قلت أنّي توصلت لها، فأنا أخبرتكم بها فعلًا، وهي وصفة تناسب الجميع، فقط على كل واحد وضع المقادير المناسبة له منها.
المصدر : أراجيك