بقلم : أسامة الخضرماذا فعل أعضاء الائتلاف في الولايات المتحدة حتى استحقوا تلك المبالغ المادية مكافآت لهم؟ ماذا قدموا لهذا الشعب الذي يموت على أرض الوطن؟ هل صرخوا في وجه شيوخ البيت الأبيض وحذَّروهم أن يعبثوا بمستقبل أجيالنا؟ لماذا كوفأتْ سهير الأتاسي بعد زيارتها للولايات المتحدة؟ هل حملت السلاح وصمدت على جبهات القتال؟ هل قاتلت في معسكري وادي الضيف والحامدية؟أم أنها قدمت تنازلات ترضي بها رؤساء الغرب، وعبَّرت لهم عن امتنانها لكونهم يستمتعون بمسلسلات الدم اليومية على تراب سوريا؟ أو ربما علينا أن نتساءل بصراحة، ماذا باعتهم حتى دفعوا لها هذا المبلغ الكبير الذي يكفي لإعالة مخيم كامل لمدة عام؟يتربَّع أعضاء الائتلاف على مناصب يخافون تركها وكأنَّها تقربُهم إلى الله زلفى، وتحقق لهم مكاسب مادية كبيرة، فكلٌّ منهم يتقاضى مبلغًا بأصفار لا متناهية سنويا، فكيف يتخلى عن هذا الكرسي الذي يدرُّ عليه الربح الوفير؟! وكيف يسمح بإنهاء الثورة السورية وهو يضع نصب عينيه اعتلاء كرسي الحكم؟! لكن هل يقبل أن يتقاضى راتب رئيس الجمهورية الذي لا يتعدى بضع مئات الآلاف؟! هل أصبح الائتلاف إحدى القوى التي تراهن على الشعب السوري وتقبض ثمن دمائه؟ قد يرفض أحد المناصرين (الشبيحة الجدد) هذا الاتهام لجلالة الائتلاف أو الحكومة المؤقتة التي تعتبر إحدى أبناء الائتلاف رغم التنافر الدائم بينهما.لم يكن الائتلاف أو الحكومة المؤقتة أو…. من أبناء هذا الوطن، لأنَّ أبناء هذا الوطن يجلسون هنا، يعيشون هنا، ينامون ويستيقظون على ترابه، يضحكون ويتسامرون تحت انفجارات البراميل والقذائف والصواريخ.أبناء الوطن هنا يموتون على جبهات القتال حاملين سلاحهم، يدافعون عنه ببنادقهم لا بثيابهم الرسمية وعطورهم وأرجلهم البيضاء الشفافة.أبناء الوطن ينتصرون كل يوم دون أن يقدموا تنازلات، ودون أن يقبضوا ثمن وطنيتهم إن كان المدعوُّن يتمتعون بشيء من الوطنية.لم يتشكل الائتلاف أو الحكومة المؤقتة أو المجلس الوطني أولًا وقامت الثورة ثانيا. لم يُوجه الائتلاف الثورة، بل عطل طريق عملها وعبث بها ليغير مسارها…. فهل ينتصرون بأناقة بدلاتهم الرسمية وعطورهم الأوربية أو ننتصر ببنادقنا وأحذيتنا العسكرية….