بقلم عبد الكافي قصابربَّما تعترينا لحظات اليأس، وتُقفل طرق الحلول والتفكير داخل أنفسنا، وتصل تصوراتنا إلى طريق مسدود في تغيير الأمور أو تعديلها، وقد تجبرنا اختبارات الحياة واختياراتها على الأخذ بناصية بعض الأمور التي تضعنا في إحدى كفتي ميزان الحياة التي قد لا نرغب في أن نكون فيها.وفي الغالب ما تحشرنا في بوتقة تُسلب فيها إرادتنا حتى في الاختيار، إنَّها مصاعب الحياة أو تفضيلاتها أو خياراتها …فلنسمها ما شئنا هي كذلك، وغالبا ما تمتحننا هذه الحياة في ظروفنا الصعبة دافعة بنا نحو شَرك اليأس والسكون السلبي سواء في علاقاتنا الاجتماعية بما تحمله من عواطف وصلات والتزامات وحقائق الأمر الواقع، أو حتى خلال العمل أو من مواقف الأصدقاء أو اختبارات الحياة ومفاجآتها….ولكي نفكر بشكل صحيح وبإيجابية، علينا أن نتصور هذه العقبات والمحن كالنار التي تنقي الذهب من شوائب صفوته وبريقه، وأنَّ ذواتنا هي النفيس الذي تكمن فيه أخلاقنا وعقيدتنا وطموحاتنا، وعلينا أن نواجه نار الخذلان والصدمة والمفاجأة بثلج الصبر والعمل وطرد الأفكار الانهزامية من فلك تخيلاتنا وقواميس حلولنا، والابتعاد عن اليأس والقنوط الذي وصفه ابن مسعود رضي الله عنه (الهلاك في اثنتين القنوط والعجب)ولكي نبني الأمل ولا ننتظره علينا أن نبدأ باللبنة الأولى وهي أساس البناء وعليها تتوقف صلابتها وقوتها، ألا وهو اتصال القلب بالله عزَّ وجلَّ بالذكر والدعاء واليقين التام بأن مع العسر يسرين، وأنَّ من طرق بابه امتلك مفاتيح الحلول لأمره من ملك جعل أمره بين حرفين ليكونوهذه البداية كفيلة بكبح جماح سيل الأفكار السلبية التي تراود إحباطنا وتقيد تفكيرنا وتضيق طرق الحل لصعابنا، وقد جاء في كتابه العزيز “ومن يتوكل على الله فهو حسبه “وعلى الإنسان المؤمن أن يعالج جذور شجرة اليأس والقنوط في نفسه، لأنَّها هي التي تغذي أفكار الإحباط والانكفاء، وقد وعدنا الله بآياته بذلك من خلال قوله “ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب”وعلينا ألَّا ننسى أنَّ مدبر أمورنا وهو العالم بأنفسنا قد جعل للمصائب والعقبات قدرا وحدا، وبالمقابل فتح لنا سبل الخلاص والتي تنطلق من منابع يأسنا في قلوبنا وعقولنا ليرينا الله ضعفها أمام صبرنا وتمسكنا بنجواه، قال الله عزَّ وجلَّ “إنَّ الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا”