نشرت بعض الصفحات المحلية في السويداء، مقطع فيديو أرسله شابان من المدينة، لمجموعة من رفاقهم على تطبيق “واتساب”، قبل انتحارهما بساعات قليلة. وعثر على الشابين محمود أبو حسون ووائل أيوب أشلاءً، بعد تفجير نفسيهما بقنبلتين يدويتين، في حديقة الفيحاء، جنوب المدينة.
ويظهر في الفيديو الشابان، محمود كامل أبو حسون 18 عاما من قرية جرين، وصديقه وائل نضال أيوب 17 عاما من بلدة قنوات، يوجهان رسالة إلى أصدقائهم طالبين السماح منهم، ومبررين فيها فعل انتحارهما، للظروف القاسية التي دفعتهم لاتخاذ هذا القرار.
وبحسب الفيديو، بدا على الشابين التأثر الشديد بالكحول والمواد المخدرة، حيث كانا يضحكان بشدة، موجهين بعض العبارات إلى أصدقائهم، حيث قال محمود “نحنا مامنكرهكن، بس هيي حياتنا، وماعاد قادر اتحمل، تعبنا والله تعبنا”.
وأضاف محمود، الذي تبين مصادر محلية أنه وأخته عاشا في دار لرعاية الأيتام بعد أن تركهما والديهما “أني بدي أهل، أقعد عندن، وآكل عندن، يجو يسهرو عندي رفقاتي، أنا محروم من هالشي”، مضيفا “تعبنا”.
أما صديقه وائل، الذي فقد والده في حادثة طعن نتيجة الفلتان الأمني الذي تعاني منه المدينة في ظل سيطرة النظام، فقال “ماعمنلاقي شغل، منضحك نهار، ومنبكي عشرة، واذا تيسرت معنا شغلة، بتتعركس قدامنا 100 شغلة، والله حرام”.
ليختتم الشابان فيديو الحياة الأخير لهما، بالقول “لاتزعلوا منا، وسامحونا، وبكرا رايحين لعند الله”.
يذكر أن محافظة السويداء شهدت، خلال العام الماضي أكثر من 25 حالة انتحار، أغلبهم شبان يافعين دفعتهم الظروف المعيشية والاقتصادية السيئة لإنهاء حياتهم بأيديهم بعد الإهمال الخدمي والصحي الذي يمارسه النظام على المدينة إضافة إلى انتشار حالات السرقة وتفشي ظاهرة تعاطي المخدرات واعتقال النظام للشبان بغرض التجنيد ناهيك عن قلة فرص العمل وعدم توفر مؤسسات تعليمية فيها تحاكي المدن الأخرى.
وبحسب مديرية صحة السويداء في النظام السوري، فإن العام 2018 سجل أعلى معدل بحالات الانتحار في مدينة السويداء، مقارنة بالأعوام الـ 7 الماضية.
فيديو الشابين قبل الانتحار: https://www.youtube.com/watch?v=wbXvj94u8Jg