تقرير: شريف فارس
بعد أن أطبق النظام حصاره الثاني على مدينة حلب، باتت الأسواق خالية وخصوصاً من المحروقات التي لها أهمية كبيرة في مركبات النقل الخاصة والعامة، وبعد انقطاع البنزين والمازوت ضعفت حركة السيارات والدراجات النارية، وانتشرت ظاهرة جديدة وهي ركوب الدراجة الهوائية “البسكليت” بشكل كبير، وأصبح الطلب عليها كثيراً.
بات الأمر ملفتا للنظر بسير بعض البشر على الأقدام والبعض الآخر على الدرجات الهوائية “البسكليت” والقلة القليلة على السيارات والدرجات النارية لقضاء حاجاتهم واستمرارهم بالحياة.
الحاجة تتطلب الكثير، والدراجة الهوائية أصبحت ضرورية في هذا الوقت، هكذا اعتبر محمود أحد سكان حي الصالحين حيث قال: “حوصرنا من قبل النظام، وفقدنا المواد الأولية في كافة المدينة من غذاء ومحروقات، ولكن هذا لا يعني أن نجلس في المنزل ونندب حظنا، فالحاجة تتطلب الكثير، والدراجة الهوائية أصبحت ضرورة في هذا الوقت وسنستمر بالعمل والحياة، سأستعمل دراجتي الهوائية من جديد بعد أن كانت في المستودع، ووضعت عوضاً عنها الدراجة النارية لعدم توفر الوقود”
زاد الطلب عليها وينقصنا بعض القطع، هكذا قال علي صاحب أحد المحلات لصيانة الدراجات الهوائية بالمدينة: “كانت حركة عملنا ضعيفة نوعاً ما، ولكن بعد الحصار زاد الطلب على صيانة الكثير من الدراجات الهوائية، ما أدَّى إلى صعوبة في تأمين القطع نتيجة الوضع الراهن.”
وأضاف قائلاً: “نضطر لشراء درجات هوائية مكسرة لنأخذ منها القطع الصالحة للاستعمال ونصلح بها دراجة أخرى”.
محمود أضاف على كلام علي بأنَّه يملك 50 دراجة هوائية جديدة في محله، بالإضافة إلى الدرجات المستعملة، وسابقا لم يكن لأحد أن يشتري منه تلك الدراجات إلا ما ندر، لكن عندما دخلت المدينة في حصار جديد زاد الطلب والأخص من الأقربين له”.
سعيد سائق دراجة نارية يقول لنا: “بحثت كثيراً عن البنزين ولم أجد، لذلك أوقفت دراجتي النارية، وأبحث الآن عن دراجة هوائية للبيع لكنني لم أجد، إلا أنني لن أتوقف عن عملي حتى لو ذهبت سيراً على الأقدام”
بينما الناشطون كان لهم تعبير مختلف عن استعمال الدراجة الهوائية، فالناشط الحقوقي أحمد العمر يقول: “أنا أستعملها الآن بسبب ضرورتها، ودائماً الإنسان يبحث عن الشيء البديل ولا يجب أن يقف عاجزاً أمام كافة المواجهات والضغوطات، وسنستمر حتى النصر”.
أمَّا العاملون في المجال الإغاثي يصرون على إكمال عملهم ومشروعاتهم في خدمة الناس ولو سيراً على الأقدام،
وفي ذلك يقول إبراهيم الرضوان العامل في المجال الإغاثي ” عندما قامت هذه الثورة كنَّا نخدم الناس بدون أي وسيلة نقل، ومهما صعب علينا الأمر أو طال الحصار لن نتوقف عن خدمة الناس، فإننا سنكمل بطرق أخرى أو سيراً على الأقدم”
وسيلة النقل للإعلاميين مهمة جداً، ولكن بعد انقطاع البزين باتت الدراجة الهوائية من ضرورات العمل، هكذا اعتبر الناشط الإعلامي جمعة علي بقوله ” الدراجةالهوائية ضرورية جداً للإعلامي وخصوصاً بعد فقدان البنزين، فالاعتماد عليها بات ضرورياً لتغطية الأحداث”.
شعب يفعل المستحيل ليستمر بحياته لن يؤثر عليه حصار أو قصف كما يقال: “الحاجة أم الاختراع” فانتشار سياقة الدراجة الهوائية “البسكليت” بمدينة حلب يدل على إصرارهم لممارسة حياتهم تحت أقسى الظروف.
شعب يصرُ على الحياة.