تحقيق: نور العليتناقلت عدة وسائل إعلامية مؤيدة ومعارضة أخباراً تفيد بانتشار مرض إنفلونزا الخنازير(h1n1) في مناطق سيطرة النظام في مدينة حلب، وتحدَّث بعضها عن انتقاله إلى بعض المناطق المحررة عبر انتقال بعض الأشخاص، ولكن الأخبار حول هذا لازالت غير مؤكدة، بعد أن نفى مشفى مدينة أطمه الأخبار التي قالت بوجود مصابين بالفايروس في العناية المركزة في المشفى.بدورنا حاولنا التقصي عن الموضوع، من خلال زيارات لمعظم المشافي في مناطق سيطرة النظام في حلب للوقوف على حقيقة الأمر، ولدى سؤالنا عن المرض عدداً كبيراً من الأطباء والعاملين، كان هناك ما يشبه الإجماع بأنَّ المرض هو إشاعة لا أساس لها، وأنَّه لاوجود لهذا المرض في حلب .استطعنا الوصول إلى أحد المسؤولين في القطاع الصحي، وعلى الرغم من أنَّه رفض الكشف عن اسمه إلا أنّه عمل جاهدا ليؤكد أنَّ ما تداولته صفحات التواصل الاجتماعي ما هو إلا محض إشاعات لا أكثر و لا أقل، علماً أنّه اعترف بفرض حجر صحي على بعض المرضى الذين يعانون من أزمات تنفسية حادة، لم يحدد بعد نوع الفايروس المصابين به على حد تعبيره.وفي زيارتنا لأحد المستوصفات، التابعة لمديرية الصحة. اكتشفنا بأنَّه يتم الآن توزيع لقاحات مضادة للمرض. وقد استطعنا الحصول على صورة لهذا اللقاح.ولدى سؤالنا لأحد الأطباء أكّد لنا أنّ هذا اللقاح هو للوقاية من الانفلونزا العادية، ويتم تسويقه للوقاية من انفلونزا الخنازير ربَّما لأغراض تجارية. حيث إنهَّ غير متوفر بأعداد كبيرة في المستوصفات، ويتم بيعه بأسعار مختلفة.وفي مشفى الرازي تمَّ تخصيص جناح خاص للمرضى الذين يشتبه كما قال بعض ذويهم بإصابتهم بهذا المرض، رغم نكران الأطباء لذلك، وقد بلغ عددهم ستة أشخاص حتى تاريخ الزيارة في 5/1/2015.فيما تراوحت الوفيات المسجلة بحسب شهادة أحد العاملين في مشفى حلب الجامعي إثر الإصابة بهذا المرض بين 40-57 في ظل تكتم إعلامي شديد و رفض كلي لإثبات حقيقة انتشاره. والاكتفاء بذكر إضرابات تنفسية حادة كسبب للوفاة.وفي صدد التعريف بالمرض والوقاية منه كان لنا لقاء قصير مع الدكتور عمار الأحمد وهو اختصاصي بأمراض الجهاز التنفسي. حيث قال لنا لدى سؤاله عن المرض وأسبابه وانتشاره:”انفلونزا الخنازير: هو أحد الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي والتي تسببها فيروسات انفلونزا التي تنتمي إلى أسرة أوروثوميكسوفيربداي (0rthomyxoviridae) والتي تؤثر غالباً في الخنازير. يتعرض الإنسان لهذا المرض من خلال تواجده في مزرعة للخنازير أو من خلال لمس الخنزير أو الوجود في سوق لبيع المواشي، وينتشر المرض بنفس الطريقة التي تنتشر بها الانفلونزا الموسمية عند طريق العطاس والسعال.ما هي أعراض الإصابة بالمرض؟إنَّ أعراض انفلونزا الخنازير تشبه كثيرا أعراض الانفلونزا الموسمية والتي تتضمن السعال، الحمى، احتقان الحلق، آلام الجسم، صداع، والتعب. وفي حالة الإصابة بالمرض يعاني المصاب من ارتباك، تقيؤ، إسهال، والخناق أي عدم قدرة المريض على أخذ النفس لمدة دقيقة أو أكثر.”كيف يمكن للطبيب تشخيص المرض على أنَّه انفلونزا الخنازير؟”الأعراض وحدها كفيلة بتحديد المرض ولاسيما وجود الخناق، وعندما يشكُّ الطبيب بوجود الإصابة يقوم بإجراء فحص جسدي شامل وتوجيه أسئلة عن الأعراض التي يشعر بها المريض، قد يطلب أحيانا أخذ مسحة (swab) من الأنف لفحصها مخبريا والتحقق من وجود هذا الفيروس أم لا، ويتم هذا الفحص بعد مرور أربعة أيام أو خمسة من لحظة الإصابة.” كيفية العلاج من المرض؟”ينبغي التزام البيت، ومحاولة عدم الاقتراب من الآخرين لتقليص احتمالات نقل العدوى لهم، وتغطية الانف عند السعال او العطاس ورمي المنديل مباشرة، والامتناع عن لمس العينين و الفم و الأنف، لأنَّها الطريقةَ التي ينتشر بها الفيروس.” هل هناك حاجة لأدوية ذات وصفة طبية لمعالجة انفلونزا الخنازير؟”في معظم الحالات يتعافى معظم الأشخاص المصابين دون الحاجة لتلقي الأدوية. لكن توصي مراكز الصحة بتناول أوسيلتامبفير أو زاناميفير.إنَّ الادوية المضادة للفيروسات تكافح الانفلونزا عن طريق منعها من التكاثر في جسمك.أمّا حالات الوفاة فتحدث نتيجة الإهمال الكبير، واستفحال المرض في جسم الإنسان ووصوله إلى مراحل متقدمة وذلك في حالات قليلة.”