بقلم غسان دنوعشرات آلاف الشباب الذين غادروا بلادهم من بطش الحرب والجوع جعلتهم الغربة يحملون فكرة واحدة ألا وهي: السعي إلى الأفضل “المالً والبلدً” ظنًّا منهم أنَّ ذلك ما يريده الأهل القابعون تحت نار ولهيب الحرب، حتى يأمِّنوا لهم مأوًى عن طريق حق اللجوء ولم الشمل.نخص هنا بالذكر الشباب السوري في تركيا ومعشوقته ألمانيا، ولو أنَّ ألمانيا فتاة لأصبحت معشوقة الشعب السوري.ولمَ لا؟! فهي التي قدمت لجوءً غير مشروط، وبعد أشهر يحق لك لمَّ الشمل بأهلك، فتتدافع الشباب السوري إليها.الحكومة الألمانية ليست حملاً وديعاً، ولن تسمح بتفاعل المسلمين مع شعبها حتى لا يزدادوا عددا، فقد أعدت برنامجا جديدا ليتكيف الوافدون الجدد مع (الجو) بل بالأحرى ليبيعوا دينهم الذي جلبوه معهم، ويمنحوهم دينا بسيطاً على مقاس بلاد المهجرإنَّ الزج في المعسكرات لأشهر من أجل تعليم اللغة يحوي وراءه الكثير، إنَّه يبدأ فعليا بتعليم اللغة، لكنه ينتهي بأخذ الزوجة والبنات، ليتفاعل الجميع فيما بعد مع القس.وإدراكاً من الألمان أنَّ الآباء متمسكون بدينهم، كان كل تركيزهم على خدش براءة الأطفال عبر استهدافهم بتجارب جماعية يجرونها عليهم مثل: الجلوس والاستمتاع بفلم ثقافي جنسي حتى لا تقع ضحية الإيدز، ولكي تُكسر كل الحواجز يذهبون بأطفالنا إلى المسابح المختلطة.كل هذا مدروس بعناية، فعندما تغير عقل الأطفال ويكبرون على أمور يمارسونها متمسكين بها، لن يستطيع آباؤهم تغيير سلوكهم، فمن شبَّ على شيء شاب عليه.فأنت أيُّها الأب أمام أمرين أحلاهما مرُّ، إمَّا أن تتعايش مع الواقع، وإمَّا أن تنبذ أولادك بعيداً عنك ليأخذوهم إلى صدورهم الحنونة.الغرب يريد قتل الإسلام بأرخص ثمن دون أن يطلق رصاصة، وقد وجد الطريقة المثلى لنزع الإسلام من صدورنا.فأين دور الدول العربية خاصة الغنية، ألا تستطيع دول الخليج احتضان اللاجئ السوري؟!أم أننا أصبحنا عالةً عليهم بما نحمله من أمراض نفسية وبيئة مختلفة عن بيئتهم؟! هل تناسى البعض فضل المدرسين السورين عليهم عندما كانوا يعيشون نقص العلم ويعانون سواد الجهل؟!لن ألوم غربًا وشرقًا ولا عربًا، من تخاذلهم قلبي يكاد يفطر. فما نمر به الآن أخبرنا به ربُّ العزة في محكم آياته “إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا” وهذا ما يحدث فعلاً شبابنا فروا من ساحات الجهاد لأسوأ البلاد، وشبابهم لبوا النداء وجاؤوا ليجاهدوا في أرض الشام.