قبل دخولك إلى المسجد خاصة يوم الجمعة يتوجب عليك السير بين عربات الخضار ذات الحواف الحادة وبين الدرجات النارية الساخنة، فإن اجتزتها يأتي دور القفز فوق أكوام الخضار الموجودة على الأرض دون ملامستها لتجنب صياح البائع بوجهك،
وإن شاهدت خادم أحد المساجد يبني دكانًا على رصيف المسجد فلا تستغرب.
يقول مختار حي القصور (يوسف معدل) عندما سألناه عن هذه الظاهرة وتذمر الناس: “قمت من جهتي بزيارة البلدية عدة مرات وأوصلت صورة المخالفات أمام المسجد كاملة للمسؤولين في البلدية وللأستاذ تامر غفير بالذات منذ رمضان، وعدونا بالمجيء لإزالة هذه المخالفات وإلى اليوم لم يأتِ أحد.
جاء الكثير من أهالي الحي لكي يشتكوا من بسطات الخضار أمام مسجد أبي ذر لأنهم يضيقون الطريق على السيارات في الشارع ويضيقون على المارة في الرصيف ويشوهون واجهة المسجد بهياكل الغسالات والشوادر المهترئة”.
يضيف أبو علي مؤذن مسجد أبي ذر: “أصحاب البسطات يؤذون المصلين بعرقلة الدخول والخروج من المسجد، وكذلك عرقلة دخول الدرجات النارية إلى ساحة المسجد، وهؤلاء يؤذون المصلين بأصواتهم المرتفعة قرب المسجد وبمخلَّفات خضارهم التي يرمونها أمام المسجد، ولا يكتفون بهذا بل يأخذون من ماء الوضوء في المسجد لرش خضارهم وعندما تتكلم معهم عن حرمة المسجد لا يتقبلون الكلام ويقولون لن نذهب من هنا افعلوا ما تشاؤون.”
قامت صحيفة حبر بزيارة (نبيل كري) رئيس بلدية إدلب لكي يجيبنا عن تساؤلاتنا حول هذا الموضوع وقال: “سبب وجود البسطات أن هناك قسم كبير من أهل المدينة ومن الضيوف المهجرين عاطلين عن العمل يمتهنون بيع الخضار بسبب الفقر وظروف الحرب، ونحن في البلدية سوف نحاول تنظيم هذا الأمر بحيث نمنع إزعاج الناس وبالوقت نفسه لا نقطع برزق هؤلاء الباعة.
عملنا منذ شهر رمضان على حملة تنظيم المدينة بشكل كامل بالتنسيق مع مخفر شرطة إدلب، وقمنا بتنظيم عدد من الشوارع في المدينة، وأصبح الطريق فيها سهل لمرور السيارات والمشاة وما زالت الحملة قائمة حتى تنظيم كامل المدينة.
بالنسبة إلى بسطات الخضار الدائمة أمام المساجد سوف نقوم في الأسبوع المقبل بإزالتها وسيتم تنظيمها بشكل لا تؤذي مرور السيارات أو المشاة وقد ننقلهم إلى مكان مناسب.”
هل يوجد خطة لعمل أسواق بديلة ضمن الأحياء؟
“منذ أكثر من سنة أجرينا دراسات تفصيلية عن هذا الموضوع لكي نخفف الضغط عن السوق الرئيس ونوزع الأسواق بشكل جغرافي على كامل المدينة، وفي الوقت نفسه نُأمن مصدر رزق لأصحاب البسطات أو الجوالين في الشوارع، لكن المشكلة التي نعاني منها أنه لا يوجد تمويل لمثل هذه المشاريع، وحالياً لا يوجد إمكانيات لعمل هذه الأسواق، نعمل حالياً بالحد الأدنى لأن المواطن لا يتعاون معنا ولا يدفع رسم النظافة لتأمين موازنة كافية لعمل البلدية، لكن عندما تتوفر السيولة سوف نعمل على تجهيز هذه الأسواق.”
هل يوجد تعاون بينكم وبين مخفر الشرطة لأجل المخالفات؟
“قسم شرطة المدينة يتعاون معنا بشكل كامل، بداية الحملة كان هناك بعض المشاكل مع أصحاب البسطات، لكن تم التعامل معها من قِبل الشرطة وتقبل بعضهم تصرفاتنا وتعاون معنا، يوجد مخفر شرطة تابع للبلدية لكن عدد العناصر فيه قليل وهم سبعة أفراد، منهم مهن يذهب إلى المسلخ لمراقبة اللحوم ومنهم ينزل إلى السوق ومنهم من يذهب إلى العمل من أجل المخالفات، وهذا العدد غير كافٍ ولا نستطيع توسيع الملاك أكثر بسبب قلة الإمكانات المادية”.
ما يشجع الباعة على الوقوف أمام المساجد هم المصلون نفسهم لأنهم يشترون من هذه البسطات، لكن إذا لم يشترِ أحد من أمام المسجد فإن الجميع سوف يبعدون بسطاتهم عن المساجد، الحل يكمن في تأمين مكان مناسب لأصحاب البسطات يكون قريبًا من الأحياء بعيداً عن المساجد.