في صورة جديدة من صور إقحام الجانب العسكري في كل المجالات التربوية منها والتعليمية أصدرت وزارة التربية في حكومة النظام السوري فصل 185 معلماً نتيجة تخلفهم عن الخدمة الاحتياطية.
وأوضحت الوزارة أن القرار صدر بعد توجيه كتاب وزاري إلى وزارة الدفاع بمخالفة المعلمين للقوانين المرتبطة بالخدمة العسكرية التي تنص على فرض عقوبات بحق المكلفين الذين يتخلفون عن الالتحاق بخدمة العلم الاحتياطية لمدة ثلاثين يومًا، حيث تُنهى خدمة المكلفين العاملين منهم في جهات القطاع العام والمشترك.
الوزارة أصدرت قراراً سابقاً بفصل أكثر من 200 معلم للسبب ذاته، على أن يعودوا إلى عملهم بعد أن يُساقوا إلى الخدمة الاحتياطية التي أصبحت كالإلزامية في فرضها على الموظفين، ويأتي تشدد النظام بهذا الأمر نتيجة الخسارة البشرية التي مني بها جيشه خلال سنوات الثورة السورية التي دفعت به للاستعانة بميليشيات داخلية وخارجية للذود عن عرينه المخروق.
ومع الحديث عن عملية سياسية قادمة يكون فيها النظام السوري طرفاً بعد إخراج كل القوات الأجنبية أصبح ترميم الجيش أمراً مهماً أكثر من التعليم الذي يعاني مشكلات كبرى داخل مناطق النظام بشكل عام أبرزها قلة عدد المعلمين إضافة إلى قلة الموارد والوسائل التعليمية داخل المدارس لا سيما بعد انتشار صور لصفوف مدرسية من مناطق النظام لاتزال تستخدم اللوح الأخضر التقليدي بأثاث رديء ومقاعد سيئة جداً مع قلة في عدد الكتب المتوفرة لكل صف ووجود أعداد كبيرة لا تستوعبها الصفوف، فضلا عن الأخطاء العلمية المنتشرة في المناهج التي عدَلها مؤخراً لتتناسب مع مواقفه.
ورأى بعض المعلمين في مناطق النظام أن السبب في فصل معظم المعلمين هو اتهامهم بالمعارضة أو بث أفكار مناهضة لسياسة النظام في إدارة مؤسسات الدولة التعليمية.
وعلى خلفية الأوضاع المتردية التي يعاني منها نتيجة قلة الرواتب التي لا يتجاوز أفضلها حد الثمانين دولاراً، شهدت صفحات التواصل الاجتماعي انتفاضة المعلمين من أسماء غالبيتها وهمية خوفاً من الاعتقال.
وقال أحد المدرسين في صفحته على فيسبوك: ” ما الهدف من تسريح المعلمين على غير وجه حق رغم أن أغلبهم يتجاوز الأربعين عاماً؟ من هم رجال الوطن والقائمين على بنائه واستقراره والمحافظة على أمنه؟! هل هم قوات الجيش العربي السوري فقط؟! المعلمون والموظفون والمحامون والقضاة والمهندسون والأطباء وكل من هو مرتبط بوزارات الدولة معني بما ذكرت، لماذا يتم فصل موظف أو مدرس في حال عدم التحاقه بصفوف الجيش خصوصاً الاحتياط إذا كان قد أدى واجب خدمته الإلزامية؟! كفانا استهتارًا وإصدارًا لقرارات مجحفة بحق من هم قائمين بمفاصل الدولة”
وعلق آخر على الخبر: ” لازم الواحد يكون واضح وصريح والمنشور لازمه كفاية، في عالم فصلت من عملها بتهمة معارض سلبي يعني معارض دون حمل السلاح وإذا حكى شوي زيادة عن اللزوم يسجن ويعذب حتى الموت، أما عناصر داعش الإرهابي نُقلوا بالباصات المكيفة والقادة ينقلون بالطائرات إلى حدود السويداء، يجب أن نكون واقعين والحقيقة أمام أعيننا ولّي ما بدو يشوفها فهذه مشكلته”
فهل ستشهد المدارس الواقعة تحت سيطرة النظام السوري إضراباً عاماً للمطالبة بحقوق المعلمين وتحسين أوضاعهم؟ أم إن المعلمين سيكتفون بالصمت في ظل الخوف من الاعتقال؟
قائمة بأسماء المعلمين المفصولين:
https://drive.google.com/folderview?id=1azAhEHWEBCigyVEBLPtNja7xYDyM-fJu