منيرة بالوش |
أصدرت مديرية التربية والتعليم في مدينة إدلب في الثاني من الشهر الحالي، تعميمًا إلى كافة المجمعات والمدارس العامة والخاصة، ببدء الدوام الصيفي من تاريخ 6/6/2020 ويستمر إلى 15/8 من العام ذاته، وذلك لاستكمال العملية التعليمة وتدريس منهاج الفصل الثاني مع مراعاة إجراءات الوقاية السلامة العامة والتعقيم المستمر ضد فيروس كورونا.
(صحيفة حبر) التقت مدير دائرة الإعلام بمديرية التربية والتعليم في مدينة إدلب السيد (مصطفى حاج علي) الذي أكد استئناف الدوام في كافة المدارس من خلال مشروع “(الدوام الصيفي) وذلك للضرورة الملحة في متابعة سير العملية التعليمة التي انقطعت لفترة طويلة في الفصل الثاني؛ بسبب القصف الذي طال مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي، الذي أدى إلى نزوح أكثر من 150 ألف طالب وحرمانهم من التعليم، ثم أغلقت المدارس في شهر آذار خوفًا من انتشار الفيروس، وحرصًا على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية على حد سواء.
وأشار (الحاج علي) إلى أن “مديرية التربية بدأت تنظيم العمل وتجهيز مراكز تعليمية جديدة؛ لتعويض الطلاب ما فاتهم من المنهاج بعد انقطاعهم عن التعليم.
وسيتم استهداف 250 ألف طالب للتعليم الصيفي، من بينهم 50 ألف في المجمعات التربوية بمناطق متفرقة من أماكن النزوح التي وفدوا إليها.”
وعن آلية التعليم المتبعة في الدوام الصيفي قال (الحاج علي): “النظام التعليمي سيكون تكامليًا كالدوام النظامي المتعارف عليه في المدارس، وسيشمل طلاب مرحلتي الابتدائية والإعدادية، أي (من الأول حتى التاسع) وتدريس منهاج الفصل الثاني كاملاً مع التركيز على المواد الأساسية (كاللغة العربية، والرياضيات، واللغة الإنكليزية) بغية ردم الهوة التي حصلت بين الطالب والكتاب نتيجة البعد ولانقطاع شبه التام، بالإضافة إلى بعض الأنشطة الترفيهية وحصص الرسم والرياضة والقراءة العلاجية. “
يذكر أن مديرية التربية قد طرحت نظام التعليم عن بعد في 23 آذار الماضي، بعد إغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا، كحل إسعافي ومؤقت إلى حين انتهاء الأزمة، واستمر إلى آخر شهر نيسان.
يقول الأهالي الذين التقيناهم: “إن نتائج نظام (التعليم عن بعد) كانت قليلة ومحددة بفئة معينة من الطلاب الذين التزموا هذه الطريقة حسب ظروفهم وإمكانياتهم.”
المعلم (عبد الرزاق) أوضح لصحيفة حبر إيجابيات وسلبيات هذا النظام من خلال تجربته الشخصية مع طلابه في الصف الأول، حيث تابع معه عبر برنامج (الوتس أب) على الإنترنت ما يقرب من 20 طالبًا من أصل 40 طالب في الصف، وبذلك حرم عدد كبير منهم من الالتزام ومتابعة تعليمه، بالإضافة إلى صعوبة تقويم مستوى التلميذ ومدى استفادته من الطريقة المتبعة،
وكذلك عدم توفر الوسائل التقنية المناسبة لكافة التلاميذ، وأهمها شبكة الإنترنت، وضعف الوعي لدى بعض الأهالي بشكل عام ،وعدم التزامهم مع المعلم، ووجود مدة زمنية في إرسال المعلومات واستقبالها بين المعلم والطالب.” تلك كانت أبرز سلبيات التعليم عن بُعد.
ومع ذلك رأى المعلم (عبد الرزاق) أن “بعض الأهالي قد حرص على توفير بيئة تعليمية مناسبة لأطفالهم ، وتفاعل مع المعلم وشاركه مسؤولية التعليم بشكل مباشر، ولكن بشكل قليل مقارنة مع العدد الكلي للطلاب.”
تجهز الطالبة (تالا عودة) حقيبتها التي ملأتها بالدفاتر والأقلام، استعدادًا للدوام يوم السبت القادم، بعد انقطاعها لعدة أشهر عن المدرسة، تقول: إنها مشتاقة جدًا لأصدقائها ومعلمتها، وفرحة بفتح أبواب المدرسة من جديد.
سيعود كثير من الطلاب إلى مقاعد الدراسة هذا الصيف، مع التأكيد من قبل المعنين على الالتزام بقواعد السلامة العامة والتباعد الاجتماعي في خطوة لعودة الحياة إلى طبيعتها بعد تعثرها بجائحة كورونا هذا العام، رغم عدم إثبات أي حالة في الشمال السوري، وكل الفحوصات كانت نتائجها سلبية، وكانت إجراءات السلامة وقائية.