عبد الملك قرة محمد |
في إطار التعاون بين الجهاتِ المدنيّة ممثلةً بالشرطةِ الحرة والمجالسِ المحلية ولجانِ أمان وعدالة مجتمعية تستمرُّ المشروعات الخدمية التي بلغت أوجها في الفترة الأخيرة حين أقامتِ الشرطة الحرة التي تتوزع بعددٍ من المراكز المنتشرة على مساحة المناطق المحررة عدةَ أعمالٍ تنموية خدمية غزت قرى وبلدات ريف حلب الغربي بغيةَ تحسين الواقع الخدمي المتردي في معظم البلدات.
إنّ مشكلاتِ الطرق والمياه والكهرباء وجميع محاور الخدمات في ريف حلب الغربي فرضت على جميع الجهات المدنية العاملة على الأرض الالتفاتَ إلى تطوير الجانب الخدمي والاهتمام به، مما أدى إلى القيام بمشروعات تعبيدٍ وترميمٍ طرقي ذُكرنا بعضها في تقارير صحيفة حبر السابقة.
جديدُ مركز الشرطة الحرة في أورم هو إنشاء مركزٍ لدعم وتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من مشكلاتٍ عقليةٍ أو جسدية، قد يكون بعضها نتيجة الحرب خاصة أن المنطقة تعرضت لعدد كبير من الغارات الجوية يومياً، والتي خلّفت جرحى بالعشرات منهم من فقد يده أو قدمه.
يتعاون لإنجاز المشروع كلٌ من الشرطة الحرة والمجلس المحلي بدعمٍ من لجان أمان وعدالة مجتمعيّة في خطوةٍ لتشكيل جوٍ آمنٍ لذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما الأطفال منهم.
يتركّز دور الشرطة الحرة على مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة للوصول إلى المركز، ومساعدتهم في حل المشكلات التي تواجههم، كما ستقدم الشرطة جلساتٍ توعوية أثناء حضورها لنشاطات المركز، وفي السياق ذاته ستقيم الشرطة الحرة اجتماعات مع النساء والنازحين المستفيدين من المشروع لمعرفة مشاكلهم وحلّه، بالمقابل ستقيم الشرطة الحرة اجتماعاتٍ شهرية مع سكان البلدة والجهات الفاعلة بعد نهاية التنفيذ لمناقشة مدى ضرورة المشروع ومحاولة تحسين الوضع الأمني والخدمي داخل البلدة.
ولا يقتصر المشروع الذي بلغت تكلفته 22945$ على استقبال المستفيدين من بلدة أورم الكبرى فقط بل يستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة من أي بلدة أخرى في خطوة إيجابية تسعى لتحقيق الفائدة لأكبر عدد من المدنيين.
دور المجلس المحلي بدا ظاهراً في تقديم كافة التسهيلات الممكنة لنجاح المشروع حيث يشرف المجلس على المركز وعلى تقديم الموظفين بالإضافة إلى التواصل مع المنظمات الفاعلة في المجتمع لتقديم المساعدة لهذه الفئات ومحاولة تأهيلهم للاندماج في المجتمع من خلال العمل على جعلهم فئاتٍ منتجة لا مستهلكة فقط، وذلك عن طريق الدورات المهنية المزمع إقامتها في المركز.
صحيفة حبر التقت رئيس المجلس المحلي في بلدة أورم الكبرى الأستاذ محمد علي الذي قال: يبلغ عدد المستفيدين 300 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم نواجه عقبات حتى الآن خلال فترة التنفيذ، نُشيد بالتعاون بين المؤسسات المدنية الذي يؤدي إلى تعزيز الثقة بين المدنيين والمؤسسات والفعاليات المدنية العاملة في المجتمع.
ويرى البعض أن التعاون الأخير الذي يجري بين ثلاثي المجتمع المدني (الشرطة والمجالس ولجان أمان) انعكس إيجاباً على الواقع المعاش داخل المناطق المحررة من الناحية الخدمية والاجتماعية وحتى النفسية من خلال تأكيد هذه الجهات لدورها المؤثر في حياة المدنيين الذين باتوا يرقبون الإنجازاتِ اليومية لها.