أحمد زكريا |
بشكل تدريجي بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في عدد من المدن والقرى والبلدات شرقي الفرات، عقب تحريرها من تنظيم )قسد) الإرهابي، ضمن عملية (نبع السلام) التي يقودها الجيشان التركي والوطني السوري التابع للجيش الحر.
ومن تلك المدن “رأس العين”، التي تشهد عودة للمدنيين الذين هجرهم تنظيم (قسد) الإرهابي منها، إضافة إلى محاولتهم ترميم ما خلفه الإرهاب في مناطقهم، في حين تعمل فرق الجيش الوطني على إزالة ونزع الألغام التي زرعها تنظيم قسد الإرهابي في منازل المدنيين وداخل الأراضي الزراعية وعلى المداخل الرئيسة للقرى، بهدف تكبيد الأهالي خسائر بشرية ومادية.
ومباشرة عقب تحرير المدينة من رجس الإرهاب سارعت المنظمات الإغاثية والمؤسسات الخيرية التركية، لمد يد العون للأهالي العائدين إلى منازلهم بغية التخفيف من معاناتهم وتوفير ما يلزم من احتياجات أساسية في حياتهم المعيشية.
وتوضيحًا للتطورات الإنسانية والمعيشية التي يمر بها سكان “رأس العين” بعد بدء عودتهم التدريجية إليها، قال رئيس المجلس المحلي للمدينة (مرعي اليوسف): “إنه بعد أن تم تحرير مدينة رأس العين ضمن عملية نبع السلام من مليشيا قسد، تم تشكيل المجلس المحلي للمدينة وبدأ مهامه وقام بالدراسات اللازمة لتطوير واقع المدينة الطبي والخدمي والتعلمي”.
وأضاف (اليوسف) في حديث خاص لـ (حبر) أنه “على المستوى الإنساني دخلت منظمتي (آفاد وİHH) التركيتين وباشرت برامجها الإغاثية في المدينة وريفها، إذ قدمت المساعدات لأكثر من 10 آلاف عائلة، كما قامت (آفاد) بترميم الفرن الآلي للمدينة ليتم تشغيله بطاقته الكاملة بمعدل 9 طن خبز يوميا”.
وتابع (اليوسف) أنه “على المستوى الخدمي تقوم ورشات العمل على تصليح المحطات وتوصيل كابلات التوتر العالي، لتكون الكهرباء متاحة في المدينة بأسرع وقت ممكن”.
ولفت الانتباه إلى عودة نسبة كبيرة من سكان المدينة إلى مدينتهم بعد أن تم تنظيف قسم كبير منها من الألغام التي زرعها تنظيم قسد الإرهابي، في حين لا يزال حيي (الحوارنة والخرابات) فارغة من سكانها بسبب كثافة الألغام التي يقوم الجيش الوطني السوري والتركي بإزالتها وتأمينها”.
وبيَّن (اليوسف) أن حجم الأضرار التي لحقت بالبنى التحتية كبير جدًا وقال: “إن أكثر تخريب ممنهج حصل هو على مستوى أعمدة الكهرباء بعد أن قامت عصابة قسد سابقًا بتلغيم أعمدة الشد، الأمر الذي أدى إلى منع الورشات من العمل بها، فقد انفجرت ستة أعمدة بسبب التلغيم مما خلف خرابًا كبيرًا على مستوى الكهرباء”.
وفيما يتعلق بتوفير الخدمات الأخرى وخاصة المياه، أفاد رئيس المجلس المحلي لرأس العين أنه قام بتشغيل 27 بئر مياه بمحطة الضخ في المدينة وهي تعمل على مولدات، وما إن يصل التيار الكهربائي بشكل صحيح إلى المدينة سوف تعمل المياه 24/ 24 ساعة، كما يقوم المجلس المحلي الآن بإعداد الدراسات اللازمة لترميم المدارس التي كانت التنظيمات الإرهابية تستخدمها مقرات عسكرية، وذلك بهدف تطوير الواقع التعليمي.
يشار إلى أنه في 6 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، ذكر رئيس الحكومة السورية المؤقتة (عبد الرحمن مصطفى) أن عشرات الآلاف من الأهالي الذين هجرهم تنظيم PKK/PYD الإرهابي، عادوا إلى مدينتهم رأس العين شرقي الفرات، مضيفا أنه “بفضل الجيش الوطني السوري وبمساندة حلفائنا في الجيش التركي، عاد إلى الآن ما يقارب 30 ألفًا مدني إلى منازلهم في مدينة رأس العين.”
يذكر أنه في 12 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حررت قوات “نبع السلام” مدينة رأس العين، بعد طرد عناصر تنظيم (قسد) الإرهابي منها، وفي 9 من الشهر ذاته، انطلقت عملية “نبع السلام” بأمر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك لتطهير شرقي الفرات من التنظيمات الإرهابية.