فتحت قضية قطع المياه عن الحسكة من محطة (علوك) الواقعة في مدينة (رأس العين) ضمن مناطق سيطرة الجيش الوطني الحر، ملف المياه الصالحة للشرب في عموم سورية على مصراعيه، علمًل أن المتسبب الرئيس بأزمة المياه في الحسكة تنظيم (قسد) ،حيث تمر خطوط تغذية (علوك) بالكهرباء منها، وهي مصدر الطاقة الوحيد للمحطة.
القضية أثارت ملف المياه بعموم سورية وخاصة في المناطق المحررة التابع لحكومتي الائتلاف والإنقاذ، حيث تعاني تلك المناطق منذ سنوات من غياب المياه الصالحة للشرب، ويعتمدون بشكل أساسي على تعبئة خزاناتهم بالصهاريج للأمور للأمور الاعتيادية وشراء مياه معقمة للشرب.
لتنطلق مناشادات مشابهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على حكومة النظام لتغذية مدن رئيسة مثل (الباب) بريف حلب الشرقي التي يقطنها أكثر من 165 الف نسمة.
وتقدر صفحة (مدينة الباب) الاحتياجات اليومية للمدينة ب 10 آلاف متر مكعب، يمكن تأمينها بحال أعاد النظام ضخ المياه من محطة (عين البيضا) قرب قرية (كويرس) الخاضعة له.
ويتعمد النظام السوري قطع المياه القادمة من نهر الفرات عبر (عين البيضا) كورقة ضغط على المعارضة السورية، حيث تعتمد مدينة (الباب) على الزراعة في اقتصادها، وهو ما يمنحها تفوقًا وازدهارًا على مناطق النظام.
فيما تعاني محافظة إدلب المكتظة بملايين السكان من شح حاد بمياه الشرب، وتعتمد على ضخ مياه الآبار الارتوازية التي ترتفع بها نسبة الكلس الضار بجسم الإنسان.
لذا نجد نسبة كبيرة من سكانها يعتمدون على شراء مياه معقمة للشرب ممن يستطيعون تحمل كلفة الشراء، بينما قسم كبير يشرب المياه الارتوازية مُجبَرًا لعدم قدرته على شراء مياه معقمة.
ويبقى ملف المياه في سورية من أعقد الملفات، حيث تسيطر مليشيا (قسد) على الجزء الأكبر من نهر الفرات، ويتفرد نظام الأسد بجزء آخر، لتشكل حرب المياه قضية إنسانية تحتاج تدخلًا دوليًا يضمن حصول السوريين على مياه الشرب بشكل عادل، بعيدًا عن السياسة والنزاعات العسكرية.