بعد هدوءٍ دام ستة أشهر حيث لا صوت طائرة تزأر بالسماء ولا صاروخ يبعثر المدنيين إلى أشلاء، عادت إدلب من جديد لتتلون بالدماء فقد شهد ريف إدلب وحماه غارات مكثفة من الطيران الحربي الروسي والسوري وتأتي هذه الغارات عقب مفاوضات مؤتمر أستانا الذي حاول إيجاد صيغة لفرض هدنة داخل المناطق المحررة قد تصل مدتها إلى ستة أشهر أخرى، خاصة بعد أن نجحتِ الهدنة السابقة إلى حدٍ ما، فيما يترقب المدنيون في حماه وإدلب مجريات المعارك العسكرية التي تهدف إلى سيطرة الثوار على مدينة حماة وإبعاد خطر النظام عن ريف إدلب.
ومنذ لحظات الصباح الأولى من يوم الخميس الموافق 21/9 /2017 وحتى الآن شنَّ الطيران الحربي أكثر من سبعين غارةً على ريف إدلب الجنوبي حيث استهدفت الطائرات الحربية والمروحية الأطراف الشرقية لمدينة معرة النعمان، وأطراف مدينة خان شيخون مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين كما استهدف الطيران المروحي بلدة التمانعة ببرميلٍ متفجر مما أدى إلى ارتقاء شهيدٍ وأصيب آخرون بجروح، إضافةً إلى استهداف قرية النيرب بعشرين غارةً جوية مما أدت إلى ارتقاء تسعة شهداء جلّهم من النساء والأطفال، وسقوط عدد من الجرحى وتعرّضت بلدة الهبيط لقصفٍ مكثف من الطيران الحربي أدى إلى سقوط عدد من الجرحى بينهم نساء وأطفال كما تسببت غارة لطيران الاحتلال الروسي بسقوط عشرات الشهداء في مرديخ بريف إدلب إيضاً.
وفي سياق آخر، استشهد خمسة عناصر من هيئة تحرير الشام جراء انفجار مقر لهم بالقرب من بلدة بلشون في جبل الزاوية، لم تعرف أسباب الانفجار حتى الآن.
أما في ريف حماه فقد تعرضت مدن اللطامنة و كفرزيتا و مورك لقصف جنوني كثيف من الطيران الحربي والمروحي أسفر عن سقوط عدد من الجرحى بين المدنيين إضافةً إلى استهداف قلعة المضيق بالقنابل العنقودية مما أدى إلى ارتقاء ثلاثة شهداء وثماني إصابات في صفوف المدنيين، كما شهدت قرى سلحب وأصيلة وعين الكروم ذات الطائفة العلوية حالات نزوح كبيرة نتيجة استهداف القرى من قبل فصائل الثوار.
وتأتي هذه الغارات في محاولة من النظام لإيقاف معركة حماه عن طريق استهداف المستشفيات والمدارس والمؤسسات المدنية مما أدى إلى خروج عدد من المستشفيات والنقاط الطبية عن الخدمة كما أعلنت معظم المدارس في المناطق التي تتعرض للقصف عن تعليق الدوام حتى وقت لاحق، فهل ستحاكي معركة حماة معركة إدلب وتنتهي بتحرير المدينة أم أنها ستحمل نتائج معركة حلب وخسائرها؟