محمد حمروش |
عانت بلدة “زردنا” شمالي إدلب، أوضاع خدمية سيئة خلال الأعوام الماضية، فالطرقات مليئة بالحفر والمطبات، والصرف الصحي معطل في العديد من الأحياء، وأحياء بدون صرف أصلاً، وخطوط مياه الشرب مهترئة، ووحدة المياه خارج الخدمة معظم الأوقات.
رغم محاولات عدة للمجلس المحلي في البلدة لترميم الطرقات ضمن إمكانياتهم البسيطة عن طريق ردم الحفر بالبحص تارة أو صبها بالبيتون تارةً أخرى، إلاّ أن هذه الحلول لم تكن ناجعة، فالحفر لا تلبث أن تعود من جديد وأسوأ ممَّا كانت. صيانة هذه الطرقات أصبحت ضرورة ملحة لتسهيل المرور أمام المدنيين بحسب السيد (غسان المحمود) مسؤول المكتب الخدمي في المجلس المحلي، الذي طالب منظمات المجتمع المدني العاملة في الشمال المحرر مساعدتهم وتقديم الدعم اللازم لصيانة وترميم الطرقات التي وصفها بأنها الأسوأ في مدن وبلدات الشمال السوري.
خدمات الصرف الصحي والماء لم تكن أحسن حالاً من الطرقات التي ساء وضعها لدرجة تسرب مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب العام الماضي نتيجة اهتراء خطوط المياه وخطوط الصرف، لتبادر وقتها منظمة (أركنوفا) وتقدم خدمات إسعافية للوضع، في حين مازال أهالي البلدة إلى اليوم يعانون في تأمين مياه الشرب، فيعتمدون على الصهاريج لتعبئة خزانات المياه في المنازل، ويعدُّ ذلك الأمر شاقًا ومكلفًا وغير صحي، ويصل ثمن تعبئة خزان الخمسة براميل نحو 2000 ليرة سورية، ويعجز المجلس المحلي عن تشغيل محطة المياه لعدة أسباب أبرزها الحالة المادية الصعبة للأهالي وعدم قدرتهم على الدفع لجُباة وحدة المياه في ظل غلاء أسعار المحروقات، فضلاً عن اهتراء شبكات المياه القديمة في البلدة، وعلى أمل تحسن الوضع قام المجلس المحلي بتوقيع مذكرة تفاهم مع منظمة (وطن) تتضمن مد خطوط مياه جديدة في البلدة نتيجة التوسع العمراني الحاصل فيها، بالإضافة إلى استبدال الخطوط المهترئة والتالفة، من ثم ضخ المياه لمدة ثلاثة أشهر بكلف تشغيلية متفاوتة (الشهر الأول 100%، الشهر الثاني 70%، الشهر الثالث 30%) حيث إن المشروع مازال في بدايته ولم يتم إنجازه حتى الآن، بحسب السيد (غسان) الذي اقترح الطاقة البديلة لتكون حلاً جذريًا ومستدامًا لتأمين المياه للبلدة من خلال الاستفادة من الطاقة الشمسية لتشغيل الغطاسات وضخ المياه إلى البيوت.
منظمة (إحسان للإغاثة والتنمية) تقوم حالياً بتنفيذ مشروع (ووش) يشمل مد خطوط للصرف الصحي لتبديل الخطوط المتعبة، بالإضافة إلى مد خطوط جديدة تستهدف التوسع العمراني الجديد على أطراف البلدة، بالإضافة إلى مخيمات النازحين هناك، مدة المشروع خمسة أشهر بدءًا من أول شهر آذار الماضي ويتضمن استبدال الخطوط القديمة ومد خطوط صرف جديدة، وإنشاء (ريكارات) ومطريات لتفادي تجمع مياه الأمطار في شوارع البلدة لا سيما خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى استبدال اغطية ريكارات قديمة، وذلك بحسب رئيس المجلس المحلي (خالد نجار) الذي أفاد أن “طول الخطوط التي يجري العمل على استحداثها والتي يتم استبدالها بلغ 1900 م، بهدف إنهاء جريان مياه الصرف في شوارع البلدة التي كانت تعاني من أعطال في خطوط الصرف أو عدم توفر صرف صحي أصلاً، الأمر الذي يتسبب بالتلوث للبيئة، وانتشار الروائح والأمراض المعدية.”
(نجار) عدَّ الصرف الصحي ضرورة ملحة لأخذ إجراءات الوقاية المطلوبة من فايروس كورونا من خلال تأمين بيئة سليمة يستطيع خلالها الأهالي القيام بواجبات النظافة الشخصية والمنزلية، وطالب المعنيين القيام بحملة تعقيم للشوارع والأماكن العامة في البلدة للوقاية من الفايروس، كما طالب رئيس المجلس المحلي أيضًا بدعم المجلس بتأمين إنارة لشوارع البلدة في الليل من خلال تركيب أنوار تعتمد على البطاريات وألواح الطاقة الشمسية، لتعزيز الأمان في الشوارع، والحد من عمليات السرقة.
هذا ويبلغ عدد سكان بلدة زردنا نحو 18000 نسمة وتستضيف حوالي 8000 مهجر معظمهم من أرياف حلب وإدلب، وتشتهر البلدة بالزراعة، وارتكبت فيها الطائرات الروسية مجزرة مروعة تُعدُّ الأفظع عام 2018 راح ضحيتها أكثر من 50 شهيدًا و100 جريح.