عبد الكريم الثلجي |
(بلدنا النا)، عنوان مبادرة مجتمعية تطوعية، أطلقتها التجمعات المدنية والهيئات الفاعلية في مدينة الأتارب غرب حلب، وذلك يوم الجمعة الموافق ٣١/٥/٢٠١٩، بهدف خدمة المجتمع المحلي والمحافظة على جمالية المدينة.
صحيفة حبر التقت السيد “حمرة اليوسف” أحد المشاركين في الحملة الذي حدثنا بقوله: “إن مبادرة (بلدنا النا) حصلت بعد عدة اجتماعات قامت بها منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى فرق وفعاليات مدنية وصلت إلى ١٥ منظمة وفريق من مدينة الأتارب، بالتعاون مع فرق الدفاع المدني الموجودة في المدينة.”
تهدف المبادرة بحسب (اليوسف) إلى إعادة الثقة بين المجتمع المحلي ومنظمات المجتمع المدني، للتأكيد على دور هذه المنظمات بعد أن شهدت في الفترة الأخيرة انخفاضًا في دورها وخدماتها للمجتمع المحلي.
وتابع (اليوسف): “تتضمن المبادرة عدة فعاليات مع حلول عيد الفطر السعيد، بدأنا بنشاط النظافة الذي كان بمشاركة فاعلة من الدفاع المدني في مركز الأتارب، الذي سخر جميع آلياته للنشاط، بالإضافة إلى فرز ١٥ عنصرًا من الدفاع المدني للمشاركة في الحملة، حيث ضم نشاط النظافة٤٠ متطوعًا بصفة عمال نظافة من أبناء الأتارب، و ١٥ عنصرًا متطوعًا من الدفاع المدني والمشرفين على الحملة من التجمعات المدنية، إذ إن نشاط النظافة تضمن تنظيف منصف الطريق الرئيس من الأعشاب والأوساخ وغسله من بدايته شرقاً إلى نهايته غرباً، بالإضافة إلى تنظيف الأرصفة المحيطة بالطريق وتنظيف المقابر الموجودة في المدينة، وتزيين المنصفات الحجرية وصبغها بلون معين وإقامة حملة (غرافيتي) عليها، بالإضافة إلى تنظيف مسجد الأتارب الكبير من قبل المشاركين في الحملة، وفي آخر أيام رمضان المبارك ليلاً، كان هناك نشاط أخير بلم القمامة الموجودة في سوق الأتارب، بالإضافة إلى قيام آليات الدفاع المدني المشاركة في الحملة بغسيل كامل السوق الذي تم استقبال عيد الفطر السعيد فيه.”
المبادرة كانت على عدة مراحل، المرحلة الأولى تضمنت حملة النظافة التي استمرت لمدة خمسة أيام، حيث انتهت مساء يوم الإثنين الماضي من هذا الشهر في يوم وقفة عيد الفطر، أما بالنسبة إلى المرحلة الثانية فإنها ستبدأ بعد انتهاء العيد، بحسب (محمد بشير إبراهيم) أحد المشاركين في الحملة الممثل لفريق (اتحرر).
تعاني المناطق المحررة في الشمال السوري ظروف إنسانية صعبة نتيجة العمليات العسكرية التي حدثت في ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، والتي تسبب فيها قصف قوات النظام بتهجير قرابة 350 ألف نسمة، ترافق ذلك مع توقف عمل عدد كبير من المنظمات الإنسانية في مناطق إدلب وريف حلب الغربي والجنوبي، بالإضافة إلى قلة الخدمات المُقدمة من المجالس المحلية، حيث أدى ذلك إلى ظهور حركات شبابية مجتمعية تطوعية تحاول سد الحاجة الكبيرة الموجودة في المجتمع.
هذا وقد قامت مبادرة تطوعية في مدينة الأتارب منذ قرابة شهر تحت مسمى “تطوع لنبني”، وهي مبادرة شبابية تطوعية تنموية أطلقها عدد من الشبان المتطوعين في ريف حلب الغربي، بهدف تنمية فكرة وروح التطوع لدى الشباب الفاعل والمؤثر في المجتمع، ولفت الأنظار إلى ضرورة المشاركة في بناء المجتمع، وتوظيف طاقات الشباب وإمكاناتهم والاستفادة منها لتحقيق أهداف سامية وخلّاقة تترك أثرها على الحياة العامة، إضافة إلى زرع روح المبادرة وبناء ثقافة العطاء والمساهمة دون مقابل لِما لها من دور كبير في ظل الظروف القاسية التي يعيشها السوريون.
يُذكر أنه يوجد عدة مشاريع ومبادرات وفرق تطوعية في مناطق شمال سورية، نتجت من فكرة صناديق التكافل الاجتماعية الموجودة في (تل مرديخ والجانودية بريف إدلب والعيس والبوابية بريف حلب) والتي تعمل فرقها على جمع التبرعات من الأشخاص ميسوري الحال، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، بالإضافة إلى فريق ملهم التطوعي، الذي يعمل على مساعدة الأهالي والتخفيف من آلامهم ومعاناتهم وتأمين بعض الاحتياجات الأساسية لهم، بالإضافة إلى مبادرة (منتدى أسعى الإنساني) الذي يسعى لتأمين الأدوية النوعية بشكل مجاني للحالات المستعصية وتقديم الاستشارات الطبية المجانية لكافة الإصابات والأمراض.