بقلم: محمد فخري جلبيكم هو موجع ذاك السؤال ولا يخلو من الحماقة والسذاجة (بم تفكر)!!! أنا مواطن عربي من الدرجة العاشرة، دون في سجلاتك بما أفكر..عندما كنت أفترش الشوارع سريراً وألتحف الجدران غطاءً في وطني حيث كنت يوما أنتمي كنت أفكر في رغيف الخبز بعد أن أصبح الخباز مخبراً بأمن الدولة يشتمني ويصفعني لأجل ذاك الرغيف الجائع ، عندما أستلم الرئيس الخالد مقاليد الحكم منذ سبعة ألاف عام قبل الميلاد كنت أفكر من أين سأبتاع كريات دم نقية تكفي لأدلي بصوتي لترشيحه مدى الحياة بعد أن صادرت وزارة الأوقاف كريات دمي لأنها غير مجمركة أصولاً وغير مطابقة للشريعة البوذية ،عندما أكتمل حزني وجوعي وبؤسي في أزقة دمشق وقررت طرق أبواب الدول العربية (الشقيقة) عساها تداوي جراحي كنت أفكر بجواز السفر الذي أحمله سيفا يغوص في ظهري والذي يستدعي استنفار ضباط الأمن وكلاب الحراسة وعمال النظافة في المطار بسبب خطأ صغير في الطباعة حامل هذا الجواز عربي.عندما أغلقت المطارات أبوابها وعلت الأسلاك الشائكة إلى السماء وأصبحت أغنية بلاد العرب أوطاني لعنة تشنق خطواتي عدلت وجهة سفري إلى أوربا (مهد الديمقراطية ومنبع الإنسانية والتعايش المشترك) وكنت أفكر كيف سأفسر للمحقق بأني لست شبيحاً أو داعشياً أو مصاص دماء عربي ، وحين اجتزت مراحل التحقيق المخملي ومهرجانات التعذيب النفسي ومنحت ركنا صغيراً في مقهى يطل على مقبرة المدينة الخلابة كنت أفكر في عقلية هذا المنفى المريض الذي يسن قوانين رفق بالحيوان ويهرع لتقديم يد العون لإسرائيل التي اغتصبت جسدي قبل أرضي ومزقت ثيابي قبل أحلامي بأن كيف سيرتضي بي مواطنا وافداً من الجحيم الذي بناه بنفسه وبقرارات دولية . عندما يصير الحزن بلا ملامح والذكريات شرسة حد القتل والألم بلا صراخ يسمع وعندما يحبسني الأسى داخل أيامي وتتلون أضلاعي بلون قضبان الزنزانة الأبدية وتغدو حبات المطر نحاسا سائلاً ودمعي مالحاً وجسدي جرحاً مفتوحا على العالم. فلا تسألني بم تفكر!!! لأني وببساطة شديدة أفكر كيف أحيا بكرامة …