عبد الحميد حاج محمد |
تعاني مدينة بنش من صعوبات عديدة تواجه القطاع الخدمي والإغاثي في المدينة الذي وصل حد العجز في المجلس المحلي، ولعل سبب تلك الصعوبات قلة المنظمات العاملة في المدينة بسبب حملة النظام الأخيرة وتعرض المدينة للقصف ونزوح غالبية قاطنيها.
صحيفة (حبر) التقت رئيس المجلس المحلي في مدينة بنش الدكتور (فاضل حاج هاشم) للحديث عن وضع المدينة الخدمي والإغاثي بعد عودة الأهالي إلى المدينة.
يقول (حاج هاشم): “قبل عملية النزوح كان في مدينة بنش حوالي ١٢ ألف عائلة منها ثماني آلاف عائلة من أبناء بنش المقيمين، وحوالي أربع آلاف عائلة من أهلنا المهجرين، وفي النزوح لم يتبقَ بالمدينة إلا حوالي ألفي عائلة من أصل ١٢ ألف عائلة.”
وبعد إعلان الاتفاق الروسي -التركي، عاد الكثير من الأهالي إلى بلدانهم وقراهم الهادئة نوعًا ما، ومن تلك المدن كانت مدينة بنش، حيث شهدت عودة كبيرة للأهالي إليها، وشهدت استقرار عدد كبير من النازحين في المدينة.
يقول (حاج هاشم) بأنه “سابقاً كانت نسبة النازحين الكبيرة في المدينة من أبناء خان شيخون ومعرة النعمان، إلا أن معظم النازحين حاليًا من أبناء مدينة سراقب وريفها، إذ يعود ذلك للقرب الجغرافي بين المناطق وكون البيئة أقرب مما تجعل النازحين متعايشين أكثر.”
إلا أنه بعد عودتهم النازحين والمقيمين إلى المدينة، لم تستجيب أي منظمة لاحتياجاتهم وتأمين السلل الغذائية لهم في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها السكان وخصوصًا المهجرون في الشمال المحرر.
وبحسب ما قاله حاج هاشم فإن “الخدمات في المدينة متوقفة منذ ثلاثة أشهر ولا يوجد أي منظمة قدَّمت أي خدمات للأهالي في المدينة، إلا منظمة واحدة تقدم شهريًا قرابة ٣٠٠ سلة غذائية، في حين يبلغ عدد العائلات ١٠ آلاف عائلة وهذا العدد غير كافٍ.”
بالرغم من تقديم المنظمات العاملة في المحرر لمشاريع الطوارئ للنازحين الذين فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم بسبب آلة إجرام نظام الأسد، إلا أن المدينة لم تشهد إقبال تلك المنظمات رغم استقرار الأوضاع في المدينة بعد أن أصبحت في فترة من الفترات خط المواجهة بعد تقدم النظام لبلدتي النيرب وآفس.
يقول (حاج هاشم): “ما دعا بعض العائلات للبقاء في المدينة أو عودة قسم من العائلات هو استمرار تقديم الخدمات من قبل المجلس المحلي وعلى رأسها النظافة، وقد استمر المجلس المحلي بتقديمها خلال فترة النزوح.”
وتحتاج المدينة إلى العديد من الخدمات الرئيسة، ولعل أبرزها التي أخبرنا بها (أبو محمد) أحد الأهالي في المدينة أن “حالة الطرق في المدينة سيئة للغاية، وتحتاج صيانةً ولو بسيطة كونها ترهق المارة بسبب إهمال صيانتها.”
وعن أزمة كورونا يخبرنا رئيس المجلس المحلي (فاضل حاج هاشم) بأن “المجلس كونه حلقة في مؤسسات المجتمع المدني فإنه قام بنشر كافة القرارات الصادرة وأطلق عدة حملات توعية بالتعاون مع الفعاليات المؤثرة في المدينة، وأننا نجد صدى وردود فعل إيجابية لما قمنا به.”
ويختم (حاج هاشم) بأن “أهم الاحتياجات التي يحتاجها الأهالي في المدينة هي مياه الشرب والعمل على ضخ المياه في الشبكة، إذ لا يوجد مياه منذ ثلاث سنوات واعتماد الأهالي على الصهاريج الخاصة، ونطلب من منظمات المجتمع المدني أن تقوم بمشروع طوارئ للأهالي والنازحين في المدينة نتيجة للوضع السيء الذي يعانيه غالبية الأهالي.”
هذا وتشتهر مدينة بنش بلوحاتها وجدارياتها التي تواكب كل حدث محلي وعالمي، وتشتهر بمظاهراتها الملفتة للنظر، وتُعدُّ من أولى المدن الثائرة في الشمال السوري.
يذكر أن فريق (منسقو استجابة سورية) نشر مؤخرًا إحصائية عن أعداد العائدين إلى بلداتهم بعد حملة النزوح التي شهدها الشمال المحرر، ووفق بيان الفريق فقد تجاوز عدد الأشخاص العائدين حوالي ٨٠ ألف نسمة موزعين على ريفي حلب وإدلب وطالب الفريق المنظمات الإنسانية العمل على إعادة نشاطاتها السابقة إلى المناطق التي بدأت تشهد عودة الأهالي إليها وتفعيل الخدمات الإنسانية المطلوبة لإقامة الحياة في المدن.