سلوى عبد الرحمن |
بهدف “قياس الأثر” وتقييم مدى فاعلية تدريباتها، نظمت “بارقة أمل” النسائية يوم أمس الأربعاء منتدى ختاميًا لمجموعة من دوراتها التدريبية في التمكين السياسي للنساء في مدينة إدلب، بحضور عدد كبير من المتدربات من كافة شرائح المجتمع، ممَّن شاركنَ ضمن دورات وورشات ونشاطات وتدريبات وجلسات حوارية مع المنظمة.
وخلال الستة أشهر الماضية، وانطلاقًا من أهمية دور النساء في التغيير وصناعة القرار، كانت المنظمة قد أقامت سلسلة من الدورات التدريبية في التمكين السياسي؛ (مهارات التفاوض، والحشد والمناصرة، والدستور، والمركزية واللامركزية، وأنظمة الحكم والانتخابات.. وغيرها) وكانت الفئة المستهدفة عدد من النساء الفاعلات في المجتمع بينهنَّ عدد من المهجّرات من كافة المدن والبلدات السورية. وتزامنت هذه الدورات مع التطورات السياسية على الساحة السورية.
مديرة المنظمة “ندى سميّع” قالت لصحيفة حبر: ” شعارنا الدائم أننا كلنا شركاء في بناء المجتمع وتغييره لتحقيق حلمنا في الحرية والكرامة الذي دفع لأجله كل من يعيش في هذا البلد، ولأن النساء كنَّ من ضحايا هذه الحرب وأعبائها، كان لابد من العمل على تطوير دورهنَّ وزيادة معرفتهنَّ وخبراتهنَّ من أجل مشاركة نسائية فاعلة في المجتمع لوضع خطواتهنَّ في الاتجاه الصحيح”.
تخلل الندوة مرورًا سريعًا على أهم وأبرز النقاط التي تمت مناقشتها خلال تلك الدورات، ثم نشاطًا أبدت فيه المتدربات آرائهنَّ في تلك الدورات والأثر الذي تركته في حياتهنَّ ونفوسهنَّ، كما قدمت المشاركات عددًا من المقترحات لمشاريع جديدة بهدف تحسين وتطوير تلك الدورات، منها العمل على تنظيم جلسات حوارية بين نساء الداخل والخارج وبناء جسور تواصل سعيًا لإحداث التغيير المطلوب، وتكثيف المادة العلمية لتكون أكثر أكاديمية، واتباع الدورات التدريبية بجلسات نقاش لمجموعات بهدف توسيع دائرة التأثير، وكذلك العمل على محو الأمية السياسية لدى شرائح مختلفة وجديدة من النساء.
المهندسة “ميسون يونسو” إحدى المشاركات المستفيدات من تلك الدورات أكدت لحبر “أن الاهتمام في السياسة ضرورة لابد منها، قبل الثورة، كنا شعبًا مغيبًا قسرًا عن السياسة وقضاياها حتى الفئات المثقفة، لكن حضور هذه الدورات أحدث تغييرًا من حيث الوعي والمشاركة فيما يجري حولنا من أحداث وتطورات تتعلق بالقضية السورية، فإن لم نتمكن من صانعات القرار سنكون قد استفدنا في إحداث تغيير فكري ووعي سياسي، وشخصيًا الأثر الذي أحدثته تلك الدورات هو الانفتاح على آفاق جديدة من المعرفة”.
من جهتها، أكدت الصيدلانية “سوسن السعيد” عضو إداري في المنظمة إصرار أعضاء المنظمة على متابعة تدريباتهنَّ ونشاطاتهنَّ رغم كافة التحديات والصعوبات التي يواجهنها بسبب القصف والنزوح، وأكدت أن خروج مركز البارقة عن الخدمة إثر انفجار مفخختين استهدفتا مؤخرًا مدنيين بالقرب من مبنى البارقة لن يزيدهنَّ إلا إصرارًا وهمة على متابعة عملهنَّ والنهوض مجددًا لمعاودة المسير في زرع المعرفة والأمل والبسمة في نفوس النساء السوريات.