صحيفة: الاندبندنت
الكاتب: سامويل أوسبورن
من المتوقع أن يتظاهر آلاف المواطنين الروس ضد الفساد، كجزء من سياسة زعيم المعارضة الروسية الكسي نافالني الطويلة الأجل والهادفة للوصول إلى كرسي الرئاسة عام 2018 عبر التركيز على الغضب على ما يقول إنه احتيال رسمي.
ويخيم شبح العنف على الاحتجاجات المرتقبة؛ إذ يتوقع أن ينزل مناصرو السيد نافالني إلى وسط موسكو في مظاهرات غير مصرح بها.
وكان المدعي العام قد سمح لهم بالتظاهر في مكان بعيد كثيراً عن مركز المدينة، لكن السيد نافالني قال إن السلطات ضغطت على شركات الصوتيات كي لا يزودهم بأجهزة الصوت والفيديو وبالتالي لا يصل صوتهم ولا صورتهم، في خطوة تهدف إلى إذلالهم.
ولهذا السبب قال إنه قرر تغيير مكان التظاهر إلى شارع تفرسكايا؛ وهو شارع رئيسي قرب الكرملين، مما يعني أن المظاهرة ستكون غير قانونية -بطبيعة الحال- بنظر السلطات ويمكن لقوات مكافحة الشغب أن تتحرك لوقفها
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية قد نقلت عن مظاهرات صغيرة في الشرق الأقصى الروسي.
وسيعطي حجم التظاهرات وامتدادها الجغرافي مؤشراً عما إذا كان بوسع السيد نافالني تحقيق نجاح مشابه لنجاحه في تظاهرات شهر آذار، عندما احتشد الآلاف في الشوارع منادين بإسقاط رئيس الوزراء مدفيدف الحليف الأقرب إلى بوتين.
وهذه المظاهرات هي الأكبر منذ موجة المظاهرات ضد الكرملين سنة 2012 التي أُعتُقِل خلالها أكثر من 1000 متظاهر، مما فرض ضغطاً نادراً من نوعه على السيد بوتين الذي يتوقع أن يخوض الانتخابات وأن يفوز بها العام المقبل، ومعظم هؤلاء الذين قاموا بالمظاهرات هم من الشباب وبعضهم من طلاب المدارس.
وتشير استطلاعات الرأي حالياً إلى أن السيد نافالني –الذي سُجِن 15 يوماً بتهمة عصيان الشرطة ليس لديه سوى فرصة ضئيلة للنيل من بوتين، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، وليس من الواضح حتى الآن إن كان الكرملين سيسمح لنافالني بخوض سباق الرئاسة.
ورغم أن نافالني المحامي البالغ من العمر 41 عاماً أحدث تحولاً في توجهات الشارع السياسي على أمل أن يتحول الغضب من الفساد إلى دعم له.
وفي فيديو له اتهم نافالني السيد مدفيدف (رئيس مجلس الوزراء) بامتلاك العقارات الضخمة والعيش الرغيد بما لا يناسب وضعه المادي، وحصد هذا الفيديو22 مليون مشاهدة حتى الآن، ورفض السيد مدفيدف هذا الكلام ووصفه بأنه هراء ودجل سياسي.
وكان واحد من أغنى رجال الأعمال الذين اتهمهم نافالني في ذات الفيديو بالابتزاز المالي قد ربح قضية تتهمه بالفساد الشهر الماضي، وأمرت المحكمة بحجب الفيديو لانتفاء مزاعم الكسب غير المشروع.
وتوقّع السيد نافالني الذي ألقيَ على وجهه سائل حمضي أخضر أثّر على بصره في شهر نيسان: أن تمتد المظاهرات من موسكو إلى مدينة مورمانسك، وكتب: “أريد تغييرات، أريد أن أعيش في دولة حديثة ديمقراطية، وأريد للضرائب التي ندفعها أن تُنفَقَ على شق الطرقات وبناء المدارس والمشافي، وليس على اليخوت والقصور والكروم”.
ترجمة: ضرار الخضر
رابط المقال من المصدر :