نشر مركز التحليل السياسي في “شبكة الحركة الخضراء الإعلامية السياسية” تحليلا عن رؤية عدد من النخب السياسية الإيرانية حول الإصلاح السياسي في إيران، تحت عنوان “الخطوة الأولى لإصلاح البنية السياسية في البلاد هي إصلاح السياسية الخارجية الإيرانية”، وتم نشره على موقع “كلمة” المقرب من الإصلاحيين.وقال بيان النخب الإيرانية في مقدمته: “اليوم، لا يخفى على جميع الإيرانيين بأن البلاد تمر بأزمه عميقة في المنطقة والعالم، وهذه الأزمة متجذرة في عدم الكفاءة والفساد الذي تعاني منه الجمهورية الإسلامية.”وأضاف البيان: “نشأ هذا النظام من الثورة الإسلامية في عام 1979، ونتج عن تفاني وتضحيات العديد من الإيرانيين من أجل تحقيق المطالب الوطنية والتاريخية المتمثلة في الاستقلال والحرية والعدالة والتقدم، لكن وفي السنوات الأخيرة ذهبت كل هذه التضحيات؛ من أجل لعبة السلطة، واستغل الانتهازييون ثقة الشعب الإيراني الشريف والنبيل، وأوصلوا البلاد إلى هذه المرحلة من الاضطرابات.”وقال بيان النخب السياسية الإيرانية إنه “وفي الوقت الذي نجد أنفسنا في عالم يتزايد ترابطا ودول تعمل على توسيع علاقاتها الخارجية من خلال خلق أصدقاء جدد، نجد بأن الحرس الثوري دخل في لعبة خطيرة لمواجهة السعودية من خلال الدعم السياسي والاقتصادي والإعلامي والعسكري للحوثيين في اليمن، الذي يشكل بحق أو بغير حق الحديقة الخلفية للسعودية .”وأشار البيان إلى “تقديم الدعم الكامل لنظام بشار الأسد البعثي، مع تواجد عدد كبير من القوات الإيرانية العسكرية وانتشارها على جبهات القتال ضد المعارضة السورية، مع عدم تحقيق إيران بكل دعمها لأي نتائج ملموسة”، متسائلا: “هل يستند هذا التدخل الواسع بسوريا على قاعدة المصالح الوطنية الإيرانية؟.”وقال البيان إن “الوجود الإيراني الواضح في العراق، ودعم جهات شيعية محددة في الحرب ضد داعش، تسبب في صراعات عرقية ودينية داخلية، وأدى إلى انتشار المواقف المعادية لإيران بين الشعب العراقي، وظهرت هذه المواقف حتى بين الشيعة.”وزاد البيان على ذلك “الدعم الواضح وغير المشروط لحراك ونشاط المعارضة الشيعية في البحرين”، مضيفا أن “هذه الملفات الأربعة هي الأكثر بروزا في تحرك الحرس الثوري الإيراني وتدخله في السياسية الخارجية الإيرانية.”وتابع بيان النخب الإيرانية بأن “هذا التدخل كان من خلال توفير التحليلات والدراسات الاستراتيجية والأيديولوجية، التي لعبت دورا هاما في “شرعنة” تدخل الحرس الثوري في السياسة الخارجية الإيرانية وشؤون المنطقة، من خلال ترويج الحديث عن مواجهة السنة الوهابية الذين يريدون إبادة الشيعة وأتباع أهل البيت، والدفاع عن العمق الاستراتيجي للأمن القومي الإيراني، والدفاع عن مزارات الشيعة، ومواجهة مؤامرات الدول الغربية، عن طريق توسيع النفود الإقليمي لإيران، خصوصا بعد تراجعها عن برنامجها النووي، والأهم من ذلك الدفاع عن بقاء الثورة الإيرانية والوقاية من تراجع آثارها ونفوذها في المستقبل .”وانتقد بيان النخب الإيرانية السياسة الإيرانية قائلا: “كل هذا التدخل الخارجي الإيراني يفتقد الدعائم المقنعة في المجال الدبلوماسي. ولإضفاء الشرعية على هذا التدخل استخدم الحرس الثوري حملة إعلامية داخلية واسعة تقول إن إيران هي “البلد الأكثر أمنا في المنطقة” وإن “إيران جزيرة الاستقرار في بحر المنطقة المضطرب” ، وذلك حتى لا يستطيع المواطنون الإيرانيون انتقاد النظام؛ خوفا من وصول الوضع في إيران إلى ما وصل إليه في العراق وأفغانستان وسوريا واليمن .”وأضاف بيان النخب الإيرانية أن “الشعب الإيراني الذي يمر بأسوأ المراحل الاقتصادية غير راض عن استنزاف ميزانية الحكومة الإيرانية من أجل الحافظ على النفوذ الإيراني بسوريا والعراق ولبنان، وأن هذه الأموال تدخل الخزانة الإيرانية في ظل أوضاع اقتصادية صعبة جدا، ولا أحد يوافق على أن تذهب لدعم العناصر الأفغانية والعراقية، التي بات الجميع يعلم بأنها تشارك في الحرب السورية من أجل الأموال التي تدفعها إيران لها .”ونوه بيان النخب الإيرانية إلى أحداث تاريخية مماثلة لسياسة الحرس الثوري الإيرانية في المنطقة، قائلا: “الشعب الإيراني في ذاكرته التاريخية لديه ما يشبه ذلك، حيث كانت سياسة شاه ايران المخلوع محمد رضا بهلوي التوسعية تروج لنظرية أن “إيران شرطي المنطقة”، وقام شاه إيران بإرسال قوات الجيش الإيراني إلى منطقة “ظفار” في سلطنة عمان حينها، ولكننا نحن نريد سياسة خارجية شفافة مبنية على العقلانية وليس التدخل في الشؤون الخارجية لدول المنطقة.”وطالب بيان النخب الإيرانية “بسحب الملفات الخارجية من يد الحرس الثوري الإيراني الذي أصبح يعمل كدولة داخل دولة، وإذا لزم الأمر، أن يعبر الحرس الثوري الإيراني عن مخاوفه تجاه القضايا الخارجية، من خلال إبلاغ المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وهو بدوره يوصل هذه المخاوف للمسؤولين ووزارة الخارجية المعنية بهذه القضايا.”المصدر : عربي 21