عبدالحميد حاج محمد |
ثماني سنوات من الحرب كانت كفيلة بإظهار مأساة كبيرة تعرض الملايين فيها لخسائر كبيرة لعل من بينهم مئات الآلاف من الأطفال الذين أصبحوا يتامى بلا أب وأحيانًا بلا أب ولا أم ولا معيل.
ومع قلة الدعم وصعوبة الظروف صار الأطفال اليتامى يعيشون مأساة، ما دعا فريق المجد للأعمال الإنسانية لإنشاء دار خاصة برعاية الأطفال الأيتام مع أمهاتهم تحت مسمى (بيت العيلة)
صحيفة حبر التقت مع إحدى مشرفات بيت العيلة السيدة (رولا شحادة) لتبدأ حديثها عن فكرة المشروع بقولها: ” اليوم تحكم الحرب مسار الحياة في بلدنا، والوقوف عند قضية اليتامى وأحوالهم يستدعي التفكير في مجمل تفاصيل حياة هؤلاء، من يرعاهم؟ هل هم مشردون، ويُضاف إليهم قوائم الأميين وذوو الإعاقات وأطفال الشوارع فكان، ومن هذا المنطلق كان لابد من توفير أسرة ودار رعاية تأوي كل هؤلاء”.
الآلاف من الأطفال الأيتام مشردون بلا معيل في ظروف كارثية لا يوجد من يهتم بهذا الطفل الذي أنهكته الحرب وجعلت منه مشردًا بلا مأوى ولا عائلة، وقد حض النبي محمد صلى الله عليه وسلم على كفالة اليتيم بقوله: “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين.” وأشار بأصبعيه الوسطى والسبابة.
تقول (شحادة): “انطلاقًا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وعملاً به كان لا بد لنا من احتضان الأيتام في مؤسسة إيوائية والسعي على تنشئتهم تنشئة أخلاقية سوية، وذلك بإشباع حاجاتهم المادية الأساسية وتوفير الرعاية التعليمية اللازمة.”
ورغم العدد الكبير من المنظمات العاملة في الشمال المحرر إلا أن المشاريع تجاه الأيتام تعدُّ ضئيلة مقارنة بأهميتها وضروريتها الملحة، ومع ذلك يوجد بعض الجهات تقدم ضمن إمكانيات محدودة ليست كافية ولكن تبقى أفضل من اللاشيء.
يوفر بيت العيلة السكن والطعام والشراب بشكل مجاني للعائلات المنضمة إليه، وتضيف شحادة: “نقوم بمتابعة الحالة الصحية الدورية للأطفال والمحافظة على نظافتهم بدنيًا، ونحاول توفير محيط اجتماعي صحي ومريح، وسد النقص الحاصل نتيجة غياب ذويهم الحقيقيين.”
مشرفات البيت يعملنَ على تقديم كافة أنواع الرعاية للأطفال والعائلات، ويعملنَ على تنشئتهم على القيم والتربية، لكن يبقى بيت العيلة يعاني من قلة الدعم، حيث إن دعم البيت فردي ولا يفي بالغرض المطلوب لإنشاء مشاريع وإقامة فكر جديدة تكون في مصلحة الأيتام.
وفي ذلك تقول شحادة: “بيت العيلة مليء بالأفكار المجدية والخطط المطروحة لكنها معلقة بسبب الدعم المادي.
تتناوب المشرفات على تقديم الخدمات والإشراف على العوائل بشكل يومي، وهناك اجتماعات دورية للمشرفات وأيضًا هناك جلسات ترفيهية للأطفال ويتم من خلالها السماح لهم بالمشاركة في النشاطات.”
يعمل فريق بيت العيلة بكل ما أوتي من قوة لتأمين ووضع الأطفال في مكانهم المناسب حيث كان والدهم سيضعهم فيه لو كان موجودًا، تُضيف شحادة: “بهمة عالية نهتم بالأمر؛ لأننا نؤمن أن الأفكار قادرة على إحداث المرض والشفاء منه، لكن عندما نفكر في الغايات يجب ألا نتجاهل الوسائل ونسعى ليكون بيت العيلة أكثر كفاءة ويوفر أمكنة للأطفال أكثر.”
رغم محدودية عمل بيت العيلة إلا أنه يُعدُّ إنجازًا كبيرًا في مجاله بسبب قلة هكذا مشاريع، حيث يحتاج موضوع الأطفال الأيتام لتكاتف كبيرة من قبل الجهات المانحة ولا يكفي العمل الفردي لسد حالة النقص.
يسعى العاملون على بيت العيلة أن يكون البيت مؤسسة مكتفية ذاتيًا عبارة عن مجمع يحوي مبنى مخصصًا للتعليم المهني تُدرَّس فيه العديد من المهن العصرية وأن يحوي في داخله مكانًا لنوم الطلاب ومسجدًا للصلاة ومرافق رياضة ترفيهية لبناء الأطفال بدنيًّا والترفيه عنهم بحسب قول شحادة.
1 تعليق
Pingback: منتدى (أسعى) رسالة الإنسانية – ABDUL- KAREEM-THALJI