يقول أحدهم: لا يكفي أن نفهم الأمور بسطحيتها لنصل إلى الحل، ويعلق آخر: إن الشيطان يكمن في التفاصيل، يصيح ثالث: السطحية فوضى والتعمق ضياع، ففي السطحية لا ترى ما هو أبعد من حدود النظر، وفي التعمق تضيع عليك الصورة الكلية وتغرق في الجزئيات، وبين هذا وذاك يبقى المشهد ناقصاً، حتى عندما تدرك الأمور بسطحيتها وعمقها، فأنت فيلسوف ستبدأ بقول كلماتٍ لن يفهمها العديد من الناس، لأنها تشتمل على معرفة من طراز خاص لم يألفه العامة .
العامة: هنا تكمن الإشكالية وهنا يكمن الحل، هم بشكل عام يشكلون الأغلبية في أي مجتمع، ولكي تُحدث تغييراً لا ينفع أن تكون سطحياُ لأنك وقتها ستكون جزء منهم، ولا ينفع أن تكون متعمقاً لأنك ستكون بعيد عنهم، ولا ينفع أن تجمع الأمرين، لأنهم لن يفهموا ما ترمي إليه .
تعقيد المشهد السابق هو ما يعترضنا دائماً، ولكن غالباً ما نصل إلى الحلول بطريقة دراماتيكية، ودون أن نشعر بذلك، فالأمور تجري مرة على بساطتها، ومرة أخرى على تعقيداتها اللامنتهية. باختصار لكل مقامٍ مقال، ولكل زمن دولة ورجال، لا يوجد أجوبة حاسمة عندما تبحث عن حلول، عليك أن تتحلى بالصبر وحب التجربة لكي تصل في كل مرة إلى حل مناسب للظروف التي يستحيل أن تتشابه إلى حد التطابق .
قد يبدو كلامي لوهلة غير مفهوماً، لكن ربما عليك أن تبحث في التفاصيل، أو تنظر إليه بشكل سطحي، أو أنه بداية عام مليء بالتناقضات التي نحملها معنا من العام الماضي تفرض نفسها حتى في طريقة الكتابة .
ما علينا .. جرب أن تعيد قراءة النص السابق ، وكل عام وأنتم بخير .
المدير العام / أحمد وديع العبسي