يسعى حلف شمال الأطلسي، الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2016، لأن يساهم أعضاؤه في أكبر حشد عسكري على الحدود الروسية منذ الحرب الباردة في وقت يتأهب فيه الحلف لخلاف ممتد مع موسكو.
ومع توجّه حاملة طائرات روسية إلى سوريا في استعراض للقوة أمام سواحل أوروبا يهدف وزراء دفاع الحلف إلى الوفاء بوعد قطعه زعماء التكتل في يوليو/تموز بإرسال قوات إلى دول البلطيق وشرق بولندا اعتباراً من أوائل العام المقبل.
وتأمل الولايات المتحدة في الحصول على التزامات من أوروبا بملء 4 مجموعات قتالية بنحو 4000 عسكري في إطار رد حلف الأطلسي على ضم روسيا للقرم عام 2014 وقلقه من أن تحاول تكرار نفس الفعلة في جمهوريات سوفييتية سابقة بالقارة الأوروبية.
ويتوقع أن تنضم فرنسا والدنمارك وإيطاليا ودول حليفة أخرى للمجموعات القتالية الأربع التي تقودها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وكندا كي تذهب إلى بولندا وليتوانيا وإستونيا ولاتفيا بقوات تضم أسلحة متنوعة بدءاً من المشاة المدرعة حتى الطائرات بلا طيار.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الالتزامات ستكون “برهاناً واضحاً لرباطنا عبر الأطلسي”. وقال دبلوماسيون إنها ستبعث أيضاً برسالة للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترامب الذي شكا من أن الحلفاء الأوروبيين لا يتحملون أعباءهم داخل التحالف.
وستكون المجموعات القتالية مدعومة بقوة الرد السريع في الحلف والبالغ قوامها 40 ألف عسكري وبقوات متابعة أخرى يمكن أن تنتقل إلى دول البلطيق وبولندا على أساس دوري إن تطلب الأمر، وذلك تأهباً لأي صراع قد ينشأ.
وهذه الاستراتيجية جزء من قوة ردع وليدة يمكن أن تضم في النهاية دفاعات صاروخية ودوريات جوية ودفاعات ضد الهجمات الإلكترونية.
غير أن الحلف لا يزال يجد صعوبة في وضع استراتيجية مماثلة في منطقة البحر الأسود التي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنها في طريقها لأن تصبح “بحيرة روسية” في ظل الوجود العسكري الروسي هناك.
ومن المتوقع أن تتقدم رومانيا وبلغاريا وتركيا قريباً بخطة لتكثيف الدوريات البحرية والجوية في المنطقة، إضافة إلى كتيبة متعددة الجنسيات تابعة للحلف في رومانيا.