أسباب كثيرة دفعت السوريين للنزوح خارج سورية، منها تردي الوضع الاقتصادي فيها، نتيجة توقف حركة التجارة والاقتصاد بشكل عام جراء الحرب الدائرة، ووصول نسبة البطالة إلى أكثر من 90%، ما دفع أصحب رؤوس الأموال لنقل تجارتهم إلى الدول المجاورة كتركيا والتأسيس للتجارة فيها، فأثبتوا نجاحاً ملحوظاً شهدته تركيا والدول الأخرى رغم بدئهم من الصفر ووجودهم في بلد يتكلم بغير لغتهم.
يقول مدير شركة الحموي سامر الحموي لصحيفة حبر: “تجاوزت 70% من الشركات السورية مرحلة القرارات والقوانين التركية واستقرت لبدء العمل، وبالنسبة إلى ريادة أعمال السوريين ونجاحهم فقد ظهر في تركيا نجاح كبير وواضح بالنسبة إلى الشركات السورية فيها التي لفتت الأنظار من جميع دول العالم.”
ويتابع الحموي: “على المستوى الداخلي في تركيا، وبسبب عمل الشركات السورية، انخفضت معدلات البطالة بالنسبة إلى السوريين، فأصبح كثير منهم يعملون ضمن هذه الشركات، وأصبح الإنتاج سورياً 100%، وهذه الشركات أثبتت قوتها في الأسواق، لدرجة أن الشركات التركية عندما تتعاون مع الشركات السورية يكون نجاحها ملحوظاً جداً.”
ويكمل سامر الحموي حول توجه الأنظار إلى الشركات السورية من خارج تركيا: ” منذ فترة دعا مؤتمر الملحق التجاري الكندي الشركات السورية لينصت إلى قصص نجاحنا بعد أن تغربنا، وأنا كنت من الحاضرين في المؤتمر، وحينها كان السفير الأمريكي والكندي موجودين، والجميع كان ينظر إلى الشركات السورية نظرة شعب لا يصعب عليه أي شيء، لأننا خرجنا من وطننا وبدأنا بالتأسيس من الصفر وأثبتنا أنفسنا.”
من جهته، يقول فراس العلي وهو مالك مشروع دليلك في عينتاب لحبر: “كانت “دليلك في عينتاب” صفحة خدمية على موقع التواصل الاجتماعي” فيس بوك” كنت أعمل عليها عدة ساعات بهدف نشر الخدمات العامة وفرص العمل للعرب في ولاية غازي عينتاب التركية، لكن بعد سنة ونصف من العمل عليها بدأت بالتفكير لتحويلها إلى مجلة ورقية توزع في عينتاب، وعرضت الفكرة على أصدقائي وصدر العدد الأول في 1/6/2016، فضلاً عن دعم الناس لنا بالاستمرار لأنها فكرة تخدم العرب في تركيا، بالإضافة إلى تأمين أكثر من 1000 فرصة عمل للسوريين، و إيجاد أكثر من 15 شخصا مفقودا عن طريق صفحتنا ولقائه مع عائلته.”
ويختتم العلي: “دليلك في عينتاب من المؤسسات السورية التي دُعمت من عامليها على مدار سنتين، وتعاملت مع أكثر من 2000 تاجر سوري في تركيا، كان الهدف منها هو الإصرار على أننا نحن السوريين سننجح مهما كانت الظروف وأينما كنا، واستطعنا بالإرادة تحقيق ذلك، وأصبحنا أكبر وسيلة إعلامية على مستوى ولاية غازي عينتاب.”
تجار سوريون خرجوا من سورية وأسسوا لتجارتهم في تركيا ومنها اتجهوا نحو العالمية، ومشاريع متوسطة وصغيرة نجدها منتشرة أنى تجولنا في تركيا كمصانع الخياط والأقمشة والمطاعم …، حتى العمال الذين نزحوا لأسباب متعددة كالتهجير والقصف وتردي الواقع المعيشي لم يكونوا عالة على المجتمع الذي لجؤوا إليه، فتراهم في المعامل السورية والتركية وفي الأسواق يجرُّون عرباتهم التي يتكسبون منها ويأمنون لقمة عيشهم، وكل ذلك شاهد على عظمة السوري وانبعاثه من تحت الرماد، فالجميع أصبح يبني وطناً في الغربة.